التراب ساطعة ومنثورة على وجه الأرض، والقلِيلُو العقول من الناس، وفعله هبا يهبو هبوًا. وقال الزمخشري: والهباء: ما يخرج من الكوة مع ضوء الشمس شبيه الغبار، وفي أمثالهم: أقل من الهباء، قال: ولام الهباء واو بدليل الهبوة. والكوة - بفتح الكاف وضمها - الطاقة في الحائط.
﴿مَنْثُورًا﴾: صفته، بمعنى مفرقًا.
﴿مُسْتَقَرًّا﴾ المستقر: اسم مكان من استقر السداسي، والمستقر: المكان الذي يجلس فيه المرء في أكثر الأوقات للجلوس والمحادثة.
﴿مَقِيلًا﴾ المقيل: المكان الذي يؤوى إليه للاستمتاع بالأزواج والتمتع بحديثهن، سمي بذلك؛ لأن التمتع به يكون وقت القائلة غالبًا، والمقيل أيضًا: موضع القيلولة، والقيلولة: الاستراحة نصف النهار في الحر، يقال: قلت قيلولة نمت نصف النهار، والمراد هنا المعنى الأول. وفي "السمين": ﴿خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا﴾ في أفعل هنا قولان:
أحدهما: أنه على بابه من التفضيل، والمعنى: أن للمؤمنين في الآخرة مستقرًا خيرًا من مستقر الكفار وأحسن مقيلًا من مقيلهم، لو فرض أن يكون لهم ذلك، أو على أنهم خير في الآخرة منهم في الدنيا.
والثاني: أن يكون لمجرد الوصف من غير مفاضلة، اهـ.
﴿وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ﴾ أصله: تتشقق بتاءين، أولاهما تاء المضارعة والثانية تاء المطاوعة، فحذفوا إحدى التاءين كما في تلظى. والغمام هو السحاب، سمي به؛ لكونه ساترًا لضوء الشمس، والغم ستر الشي؛ أي: بسبب طلوع الغمام منها؛ وهو الغمام الذي ذكر في قوله تعالى: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ﴾.
﴿يَعَضُّ الظَّالِمُ﴾ وفي "المصباح": عضضت اللقمة، وبها، وعليها أمسكتها بالأسنان، وهو من باب تعب في الأكثر، لكن المصدر ساكن، ومن باب نفع لغة قليلة، وفي أفعال ابن القطاع: من باب ردّ، اهـ.


الصفحة التالية
Icon