أي: من شيعة موسى ﴿عَلَى﴾ خصمه ﴿الَّذِي﴾ كان ﴿مِنْ عَدُوِّهِ﴾ أي: من عدو موسى، فأغاثه؛ لأن نصر المظلوم واجب في جميع الملل، فالقبطي الذي سخر الإسرائيلي كان طباخ فرعون، استسخره لحمل الحطب إلى مطبخه، واسمه فليثون، أو فأثون، والإشارة في هذا على الحكاية، وإلا فهو والذي من عدوه ما كانا حاضرين حال الحكاية لرسول الله - ﷺ -، ولكنهما لما كانا حاضرين يشار إليهما وقت وجدان موسى إياهما حكى حالهما وقتئذٍ، أو لحكاية الحال عبر عن غائب ماض باسم الإشارة الذي هو موضوع للحاضر، وقال المبرِّد: العرب تشير بهذا إلى الغائب، قال جرير:

هَذَا ابْنُ عَمِّي فِيْ دِمَشْقَ خَلِيْفَةٌ لَوْ شِئْتُ سَاقَكُمُ إِلَيَّ قَطِيْنَا
ذكره أبو حيان اهـ.
وقرأ أبو طالب القارىء (١): ﴿على حين﴾ بنصب نون حين، ووجهه أنه أجرى المصدر مجرى الفعل، كأنه قال: على حين غفل أهلها، فبناه كما بناه حين أضيف إلى الجملة المصدرة بفعل ماض كقوله:
عَلَى حِيْنَ عَاتَبْتُ الْمَشِيْبَ عَلَى الصِّبَا
وهذا توجيه فيه شذوذ
وقرأ ثعيم بن ميسرة ﴿يقتلان﴾ بإدغام التاء في التاء، ونقل فتحها إلى القاف، وقرأ الجمهور: ﴿فاستغاثه﴾؛ أي: طلب غوثه، ونصره على القبطي، وقرأ سيبويه وابن مقسم والزعفراني بالعين المهملة والنون بدل الثاء؛ أي: طلب الإعانة على القبطي، قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة: والاختيار قراءة ابن مقسم؛ لأن الإعانة أولى في هذا الباب، وقال ابن عطية: ذكرها الأخفش، وهي تصحيف لا قراءة. انتهى.
وليست تصحيفًا فقد نقلها ابن خالويه عن سيبويه، وابن جبارة عن ابن
(١) البحر المحيط.


الصفحة التالية
Icon