وفي "المصباح": وكزه وكزًا - من باب وعد - إذا ضربه ودفعه، ويقال: ضربه بجمع كفه على ذقنه، ﴿فَقَضَى عَلَيْهِ﴾؛ أي: فقتله وأنهى حياته، ﴿مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ﴾؛ أي: من تزيينه، ﴿مُبِينٌ﴾؛ أي: ظاهر العداوة والإضلال، ﴿فَاغْفِرْ لِي﴾؛ أي: فاستر ذنوبي، ﴿ظَهِيرًا﴾؛ أي: معينًا.
﴿يَتَرَقَّبُ﴾؛ أي: ينتظر ما يناله من أذى، وفي "المفردات": ترقب احترز راقبًا؛ أي: حافظ، وذلك إما لمراعاة رقبة المحفوظ، وإما لرفعه رقبته، ﴿اسْتَنْصَرَهُ﴾؛ أي: طلب نصرته ومعونته، ﴿يَسْتَصْرِخُهُ﴾؛ أي: يطلب الاستغاثة برفع الصوت، ﴿لَغَوِيٌّ﴾؛ أي: ضال من غوى يغوي كرمى يرمي، وغواية كعداوة.
﴿يَبْطِشَ﴾؛ أي: يأخذ بصولة وسطوة، ﴿جَبَّارًا﴾ والجبار هو الذي يفعل ما يفعل من غير نظر في العواقب، وقيل: هو الذي يتعاظم ولا يتواضع لأمر الله تعالى، ﴿مِنَ الْمُصْلِحِينَ﴾؛ أي: ممن يبغون الإصلاح بين الناس ويدفعون التخاصم بالحسن.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الإشارة بالبعيد عن القريب في قوله: ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ تنزيلًا لبعد مرتبته في الكمال منزلة بعده الحسي.
ومنها: حكاية الحال الماضية في قوله: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ﴾ لاستحضار تلك الصورة في الذهن.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: ﴿وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ حيث شبه التسليط بالتمكين بجامع استحقاق التصرف في كل، فاستعار له اسمه، فاشتق من التمكين - بمعنى التسليط - نمكن، بمعنى نسلط على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.


الصفحة التالية
Icon