فأخاف إن أتيتهم ولم أُبن عن نفسي بحجة أن يقتلوني، لأن ما في لساني من عقدة يحول بيني وبين ما أريد من الكلام، وأخي هارون هو أفصح مني لسانًا، وأحسن بيانًا، فأرسله معي عونًا، يُلخِّص بلسانه الفصيح وجوه "الدلائل" ويجيب عن الشبهات، ويجادل هؤلاء الجاحدين المعاندين، وإني أخاف أن يكذبوني، ولساني لا يطاوعني حين المحاجة.
الإعراب
﴿وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (٢٠) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢١)﴾.
﴿وَجَاءَ رَجُلٌ﴾: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة، أو معطوفة على محذوف معلوم من السياق، تقديره: فذهب القبطي الذي سمع ما قاله الإسرائيلي، وقد علم أن موسى هو قاتل القبطي الأول إلى فرعون، وأخبره بجلية الأمر، فغضب فرعون، فأمر بقتل موسى، وإلقاء القبض عليه، وجاء رجل إلى موسى بطريق أقرب من طريقهم. ﴿مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ﴾ جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ ﴿جَاءَ﴾، أو صفة لـ ﴿رَجُلٌ﴾، وجملة ﴿يَسْعَى﴾ صفة لـ ﴿رَجُلٌ﴾، أو حال منه، إن قلنا إن الجار والمجرور فيما قبله صفة لـ ﴿رَجُلٌ﴾، لتخصصه بالصفة حينئذٍ ﴿قَالَ﴾: فعل ماض وفاعل مستتر يعود على ﴿رَجُلٌ﴾، والجملة معطوفة بعاطف مقدر على جملة ﴿جَاءَ﴾، ﴿يَا مُوسَى﴾: منادى مفرد العلم، وجملة النداء في محل النصب مقول ﴿قَالَ﴾، ﴿إِنَّ الْمَلَأَ﴾ ناصب واسمه، وجملة ﴿يَأْتَمِرُونَ﴾ خبر ﴿إنَّ﴾، و ﴿بِكَ﴾ متعلق بـ ﴿يَأْتَمِرُونَ﴾؛ أي: يتشاورون فيك، من الائتمار بمعنى التشاور، وجملة ﴿إنَّ﴾ في محل النصب مقول ﴿قَالَ﴾، ﴿لِيَقْتُلُوكَ﴾ ﴿اللام﴾: حرف جر وتعليل. ﴿يقتلوك﴾: فعل وفاعل ومفعول به منصوب بأن مضمرة بعد لام كي، والجملة الفعلية مع أن المضمرة في تأويل مصدر مجرور باللام، تقديره: لقتلهم إياك، الجار والمجرور متعلق بـ ﴿يَأْتَمِرُونَ﴾. ﴿فَاخْرُجْ﴾ ﴿الفاء﴾: فاء الفصيحة، لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر، تقديره: إذا عرفت ما قلت لك، وأردت بيان ما


الصفحة التالية
Icon