يسيل فيه الماء، ومنه سمي المفرج بين الجبلين واديًا.
﴿فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ﴾ والبقعة قطعة من الأرض لا شجر فيها، وُصفت بكونها مباركة، لأنه حصل فيها ابتداء الرسالة وتكليم الله إياه.
﴿كَأَنَّهَا جَانٌّ﴾ الجانُّ الحية الصغيرة التي توجد في كثير من الدور ولا تؤذي، ﴿اسْلُكْ يَدَكَ﴾ من سلك الشيء إذا أنفذه فيه، وفي "المصباح": السلك بالفتح والسلوك كل منهما مصدر لسلك الشيء في الشيء، إذا أنفذه فيه، فإنه من بابي قعد ونصر. اهـ. ﴿فِي جَيْبِكَ﴾ والجيب الفتحة في القميص ونحوه من حيث يخرج الرأس.
﴿جَنَاحَكَ﴾ جناح الإنسان عضده، ويقال: اليد كلها جناح، ﴿مِنَ الرَّهْبِ﴾ الرهب مخافة مع تحزن واضطراب؛ أي: من أجل الرهب، ﴿بُرْهَانَانِ﴾ تثنية برهان، والبرهان فعلان، من قولهم: أبره الرجل إذا جاء بالبرهان، أو من قولهم: بره الرجل إذا ابيض، ويقال: برهاء وبرهة للمرأة البيضاء، ونظيره تسمية الحجة سلطانًا من السليط، وهو الزيت لإنارتها، وقيل: هو فعلال، لقولهم: برهن.
وقال الزمخشري: فإن قلت: لِمَ سُمِّيت الحجة برهانًا؟
قلت: لبياضها وإنارتها، من قولهم للمرأة البيضاء: برهرهة، بتكرير العين واللام معًا، وهذا تعليل لطيف لا يُحسِّن استنباطه غير هذا الإِمام، ومعنى ذلك أن النون في البرهان زائدة، يقولون: أَبْرَهَ الرجل إذا جاء بالبرهان، وفي معاجم اللغة: وأبره أتى بالبرهان، أو بالعجائب، وغلب الناس، وهذا هو قول الزمخشري، والمحققين، وزعم صاحب "القاموس" في أحد قوليه أن النون أصلية، قال: وبرهن عليه أقام البرهان، والبرهان بالضم الحجة فتدبر.
﴿هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا﴾ من الفصاحة، والفصاحة لغة الخلوص، يقال: فصح اللبن، وأفصح، فهو فصيح؛ أي: خلص من الرغوة، ومنه فصح الرجل جادت لغته، وأفصح تكلم بالعربية، وقيل: الفصيح الذي ينطق، والأعجم الذي


الصفحة التالية
Icon