عن بعض، ويفضله بما شاء، ويجعله مقدمًا عنده، وليس لهم إلا اتباع ما اصطفاه، وهو لم يصطف شركاءهم، الذين اختاروهم للعبادة والشفاعة، فما هم إلا في ضلال مبين، صُدوا عن عمل ما يجب عليهم فعله طاعة لله ورسوله، وتصدوا لما ليس من حقهم أن يفعلوه بحال.
ونحو الآية قوله (١)؛ ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ وقال الشاعر:
| الْعَبْدُ ذُوْ ضَجَرٍ وَالرَّبُّ ذُوْ قَدَرٍ | وَالدَّهْرُ ذُوْ دُوَلٍ وَالرِّزْقُ مَقْسوْمُ |
| وَالْخَيْرُ أجْمَعُ فِيْمَا اخْتَارَ خَالِقُنَا | وَفِيْ اخْتِيَارِ سِوَاهُ سِوَاهُ اللَّوْمُ وَالشُّوْمُ |
وعن جابر بن عبد الله قال: كان النبي ك يعلِّمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: ، إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي، ويسِّره لي، ثم بارك لي فيه، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به"، قال: ويسمي حاجته.
ثم أكد هذا وقرره بقوله: ﴿مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾؛ أي: ليس لهم أن
(١) المراغي.