على ما جرى عليه أبو علي الفارسي، وإعراب الزمخشري بأن ﴿هَؤُلَاءِ﴾ مبتدأ، ﴿الَّذِينَ﴾: صفته، ﴿أَغْوَيْنَا﴾: صلته، وجملة ﴿أَغْوَيْنَاهُمْ﴾ خبره، وهذا الوجه فيه اعتراض، كما تعرفه بالمراجعة إلى المطولات.
﴿تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (٦٣) وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (٦٤)﴾.
﴿تَبَرَّأْنَا﴾: فعل وفاعل، والجملة مفسرة لما قبلها، مقررة لها، في محل النصب مقول ﴿قَالَ﴾، ﴿إِلَيْكَ﴾: متعلق بـ ﴿تَبَرَّأْنَا﴾، ﴿مَا﴾: نافية، ﴿كَانُوا﴾: فعل ناقص واسمه، ﴿إِيَّانَا﴾: في محل النصب مفعول مقدم لـ ﴿يَعْبُدُونَ﴾، وجملة ﴿يَعْبُدُونَ﴾ خبر ﴿كان﴾، وجملة ﴿كان﴾ في محل النصب مقول ﴿قَالَ﴾، ﴿وَقِيلَ﴾: ﴿الواو﴾: عاطفة، ﴿قِيلَ﴾: فعل ماض مغير الصيغة، ﴿ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ﴾: نائب فاعل محكي لـ ﴿قِيلَ﴾، وجملة ﴿قيل﴾ معطوفة على جملة ﴿قَالَ﴾، وإن شئت قلت: ﴿ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ﴾: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة في محل الرفع نائب فاعل لـ ﴿قِيلَ﴾. ﴿فَدَعَوْهُمْ﴾ ﴿الفاء﴾: عاطفة، ﴿دَعَوْهُم﴾: فعل ماض وفاعل ومفعول به. والجملة معطوفة مفرعة على جملة قوله: ﴿وَقِيلَ﴾ ﴿الفاء﴾: عاطفة. ﴿لَمْ﴾: حرف جزم، ﴿يَسْتَجِيبُوا﴾: فعل وفاعل مجزوم بـ ﴿لَمْ﴾، ﴿لَهُمْ﴾: متعلق به، والجملة معطوفة على جملة قوله: ﴿فَدَعَوْهُمْ﴾. ﴿وَرَأَوُا الْعَذَابَ﴾: فعل وفاعل ومفعول به، معطوف على ﴿دَعَوْهُمْ﴾، ﴿لَوْ﴾: حرف شرط، ﴿أَنَّهُمْ﴾: ناصب واسمه، ﴿كَانُوا﴾: فعل ناقص واسمه، وجملة ﴿يَهْتَدُونَ﴾: خبره، وجملة ﴿كَانُوا﴾ في محل الرفع خبر ﴿أَنّ﴾، وجملة ﴿أَنّ﴾ في تأويل مصدر مرفوع على كونه فاعلًا لفعل محذوف، هو فعل شرط لـ ﴿لَوْ﴾، وجواب ﴿لَوْ﴾ محذوف، تقديره: لو ثبت كونهم مهتدين في الدنيا لما رأوا العذاب في الآخرة، وجملة ﴿لَوْ﴾ مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (٦٥) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ (٦٦)﴾.


الصفحة التالية
Icon