وقلة احتمال النعمة، والدهش والحيرة والطغيان بالنعمة وكراهة الشيء من غير أن يستحق الكراهة، وفعل الكل كفرح، وبطر الحق أي: تكبر عنده فلا يقبله.
﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ﴾ بيان للعادة الربانية؛ أي: ما صح وما استقام، وما كان، وما ثبت في حكه الماضي، وقضائه السابق أن يُهلك القرى قبل الإنذار، بل حتى يبعث إلخ. اهـ "أبو السعود".
﴿فِي أُمِّهَا﴾؛ أي: في أعظمها وأكبرها بالنسبة إلى ما حواليها فعادة الله أن يبعث الرسل في المدائن؛ لأن أهلها أعقل وأنبل وأفطن، وغيرهم يتبعهم اهـ. شيخنا؛ أي: أكثر نبالة، وهي الفضل والشرف، يقال: نبل فلان فهو نبيل؛ أي: شرف فهو شريف.
﴿مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾؛ أي: الذين يحضرون للعذاب، وقد اشتهر ذلك في اصطلاح القرآن كما قال ﴿لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾، وقال: ﴿إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ﴾ لأن في ذلك إشعارًا بالتكليف والإلزام، ولا يليق ذلك بمجالس اللذات، بل هو أشبه بمجالس المكاره والمضار.
﴿تَزْعُمُونَ﴾ والزعم القول الفاسد، والحكم بلا دليل، ﴿حَقَّ عَلَيْهِمُ﴾؛ أي: وجب وثبت.
﴿الْقَوْلُ﴾؛ أي: مدلول القول ومقتضاه، وهو قوله: ﴿لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾، كما مر في مبحث التفسير، ﴿أَغْوَيْنَا﴾ من أفعل الرباعي كأكرم ثلاثية غوى يغوي كضرب يضرب من الغواية، وهو الضلال.
﴿فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ﴾ من استجاب السداسي، فهو من استفعل بمعنى أفعل الرباعي؛ أي: فلم يجيبوا لهم، فالسين والتاء فيه زائدتان، ﴿فَعَمِيَتْ﴾؛ أي: خفيت، ﴿الْأَنْبَاءُ﴾؛ أي: الحجج التي تنجيهم، ﴿فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ﴾ من التساؤل الذي يدل على المشاركة من الجانبين؛ أي: لا يسأل بعضهم بعضًا.
﴿مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾؛ أي: الاختيار عليه، وهو نفي لاختيارهم الوليد


الصفحة التالية
Icon