أحدها: أن ﴿وَيْ﴾ كلمة برأسها، وهي اسم فعل معناها أعجب؛ أي: أن والكاف للتعليل، وأن وما في حيزها مجرورة بها؛ أي: أعجب؛ لأن الله يبسط الرزق إلخ، وقياس هذا القول أن يوقف على ﴿وَيْ﴾ وحدها، وقد فعل ذلك الكسائي.
الثاني: قال بعضهم: كأن هنا للتشبيه، إلا أنه ذهب منها معناه، وصارت للخبر واليقين، وهذا أيضًا يناسبه الوقف على ﴿وَيح﴾.
الثالث: أن ﴿وَيْكَ﴾ كلمة برأسها، والكاف حرف خطاب، وأن معمولة لمحذوف؛ أي: أعلم أن الله يبسط... إلخ، قاله الأخفش، وهذا يناسبه الوقف على ﴿ويك﴾، وقد فعله أبو عمرو.
الرابع: أن أصلها ويلك، فحُذفت اللام، وهذا يناسبه الوقف على الكاف أيضًا، كما فعل أبو عمرو.
الخامس: أن ﴿وَيْكَأَنَّ﴾ كلها كلمة مستقلة بسيطة، ومعناها ألم تر، وربما نُقل ذلك عن ابن عباس، ونقل الفراء والكسائي أنها بمعنى أما ترى إلى صنع الله، وحكى ابن قتيبة أنها بمعنى رحمة لك في لغة حمير، ولم يُرسم في القرآن إلا ويكان وويكأنه متصلة في الموضعين، فعامة القراء اتبعوا الرسم، والكسائي وقف على ﴿وَيْ﴾، وأبو عمرو على ﴿وَيْكَ﴾. اهـ "سمين".
والمعنى (١): أي فلما خسف الله بقارون الأرض أصبح قومه يقولون: إن كثرة المال والتمتع بزخارف الدنيا لا تدل على رضا الله عن صاحبه، فالله يُعطي ويمنع ويوسع ويضيق، ويرفع ويخفض، وله الحكمة التامة، والحجة البالغة لا معقب لحكمه، وقد روي عن ابن مسعود مرفوعًا: "إن الله قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم، وان الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب".

(١) المراغي.


الصفحة التالية
Icon