ومنها: تغيير الأسلوب في قوله: ﴿وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ (١١)﴾ حيث عبر في الأول: بالفعل، وفي الثاني: باسم الفاعل، تفننًا لرعاية الفاصلة. كما في "البيضاوي".
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: ﴿اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا﴾ حيث استعار الإتباع الذي هو المشي خلف ماش، لسلوك طريقتهم في الدين، فاشتق من الإتباع الذي هو بمعنى السلوك، اتبعوا، بمعنى: اسلكوا على طريقة الاستعارة التبعية.
ومنها: مجيء الأمر بمعنى الخبر في قوله: ﴿وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ﴾ والأصل فيه: إن تتبعونا نحمل خطاياكم، فعدل عنه إلى ما ذكر مما هو خلاف الظاهر من أمرهم بالحمل، إفادةً للمبالغة.
ومنها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: ﴿فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ﴾ حذف منه وجه الشبه، فهو مجمل.
ومنها: التفنن في التعبير في قوله: ﴿أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا﴾، لم يقل إلا خمسين سنة تفننًا؛ لأن التكرار في الكلام الواحد مخالف للبلاغة، إلا إذا كان لغرض من تفخيم أو تهويل، نحو ﴿الْقَارِعَةُ (١) مَا الْقَارِعَةُ (٢)﴾.
ومنها: الاستعارة اللطيفة في قوله: ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ﴾ شبه الذنوب بالأثقال؛ لأنها تُثقل كاهل الإنسان.
ومنها: تنكير الرزق في قوله: ﴿لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا﴾ ثم تعريفه، بقوله: ﴿فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ﴾؛ لأن الأول مقصور عليهم، فاستوجب أن يكون ضئيلًا قليلًا، فنكره تدليلًا على قلته وضآلته، ولما كان الثاني مبتغًى عند الله، استوجب أن يكون كثيرًا؛ لأنه كله عند الله فعرَّفه تدليلًا على كثرته وجسامته.
ومنها: الإضمار ثم الإظهار اهتمامًا بشان الأمر الأخير، في قوله: ﴿فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ﴾ ألا ترى أنه صرح باسمه تعالى، في


الصفحة التالية
Icon