والجملة الاسمية معطوفة على جملة قوله: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ﴾.
التصريف ومفردات اللغة
﴿يَتَطَهَّرُونَ﴾؛ أي: ينزهون أنفسهم، ويتباعدون عما نفعله، ويزعمون أنه من القاذورات.
﴿قَدَّرْنَاهَا﴾؛ أي: قضينا وحكمنا، ﴿مِنَ الْغَابِرِينَ﴾؛ أي: الباقين في العذاب، ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا﴾ هذا التأكيد يدل على شدة المطر، وأنه غير معهود.
﴿حَدَائِقَ﴾ جمع حديقة؛ أي: بستان من أحدق بالشيء إذا أحاط به، ولما كان البستان محوَّطًا بالحيطان سمي حديقة، وإلا فلا يسمى بها، وفي "المصباح": والحديقة البستان يكون عليه حائط، فعيلة بمعنى مفعولة؛ لأن الحائط أحدق بها؛ أي: أحاط، ثم توسعوا حتى أطلقوا الحديقة على البستان، وإن كان بغير حائط، والجمع الحدائق، وفي "الصحاح": الحديقة كل بستان عليه حائط، ومن أقوالهم: ورد عليَّ كتابك فتنزهت في آنق رياضه وبهجة حدائقه، وقال في "المفردات": الحدائق جمع حديقة، وهي قطعة من الأرض ذات ماء سميت بها تشبيهًا بحدقة العين في الهيثة وحصول الماء فيها، وحدقوا به وأحدقوا أحاطوا به، تشبيهًا لإدارة الحدقة. انتهى.
﴿ذَاتَ بَهْجَةٍ﴾ البهجة حسن اللون، وظهور السرور فيه؛ أي: صاحبة حسن ورونق يبتهج به النظار، وكل موضع ذي أشجار مثمرة محاط عليه فهو حديقة، وكل ما يسر منظره فهو بهجة، و ﴿ذَاتَ بَهْجَةٍ﴾ نعت لحدائق. وسوَّغ إفراده كون المنعوت جمع كثرة لما لا يعقل. قال بعضهم:
وَجَمْعُ كَثْرَةٍ لِمَا لاَ يَعْقِلُ | الأَفْصَحُ الإِفْرَاد فِيْهِ يَا فُلُ |