الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا أعداءكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم"؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "ذكر الله" أخرجه الترمذي.
وله عن أبي سعيد الخدري قال: إن رسول الله - ﷺ - سئل: أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة؟ قال: "الذاكرون الله كثيرًا"، قالوا: يا رسول الله، والغازي في سبيل الله؟ فقال: "لو ضرب بسيفه الكفار والمشركين حتى ينكسر، ويختضب في سبيل الله دمًا، لكان الذاكرون الله كثيرًا أفضل منه درجة".
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - ﷺ -: "سبق المفردون"، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: "الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات". ويروى "المفردون" بتشديد الراء وتخفيفها، والتشديد أتم، يقال فرد الرجل بتشديد الراء إذا تفقه واعتزل الناس وحده مراعيًا للأمر والنهي، وقيل هم المتخلفون عن الناس بذكر الله، لا يخلطون به غيره، أخرجه مسلم.
وعن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري أنهما شهدا على رسول الله - ﷺ - أنه قال: لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده، أخرجه البخاري.
وروي أن أعرابيًا قال: يا رسول الله؛ أي الأعمال أفضل؟ قال: "أن تفارق الدنيا، ولسانك رطب بذكر الله".
الإعراب
﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٢٤)﴾.
﴿فَمَا﴾ ﴿الفاء﴾: عاطفة محذوف معلوم من السياق، تقديره: فدعا إبراهيم قومه إلى التوحيد ﴿مَا﴾: نافية. ﴿كَانَ﴾: فعل ماض ناقص. ﴿جَوَابَ قَوْمِهِ﴾: خبرها مقدم ومضاف إليه. ﴿إِلَّا﴾: أداة استثناء مفرغ. ﴿أَنْ﴾: حرف نصب ومصدر. ﴿قَالُوا﴾: فعل وفاعل في محل النصب بـ ﴿أَنْ﴾ المصدرية، والجملة الفعلية مع ﴿أَنْ﴾ المصدرية في تأويل مصدر مرفوع، على كونه اسم


الصفحة التالية
Icon