الأرض، فكأنه في الأصل: مصدر جعل في موضع الفاعل، والبقر: من بقر: إذا شق؛ لأنها تشق بالأرض بالحراثة، ومنه قيل لمحمد بن الحسين بن علي: الباقر، لأنه شق العلم ودخل فيه مدخلًا بليغًا، والمعنى: وقلبوا الأرض للزراعة والحراثة واستنباط المياه، واستخراج المعادن، كما سبق اهـ. من "الروح".
﴿وَعَمَرُوهَا﴾ والعمارة: ضد الخراب؛ أي: عمروا الأرض، بفنون العمارات من الزراعة، والغرس، والبناء وغيرها.
﴿السُّوأَى﴾: تأنيث الأسوأ، كالحسنى تأنيث الأحسن، أو مصدر كالبشرى، وصف به العقوبة مبالغةً، كأنها نفس السوأى، وقيل: السوأى، أي: اسم لجهنم، كما أن الحسثى اسم للجنة، وإنما سميت سوأى؛ لأنها تسوء صاحبها، كما سبق.
قال الراغب: السوء: كل ما يغم الإنسان من الأمور الدنيوية والأخروية، ومن الأحوال النفسية والبدنية والخارجية من ذوات مال، وفقد حميم، وعبر بـ ﴿السوأى﴾ عن كل ما يقبح، ولذلك قوبل بالحسنى، قال: ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى﴾ كما قال: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى﴾ انتهى.
﴿يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ﴾ قال الراغب: الإبلاس: الحزن المعترض من شدة اليأس.. ومنه اشتق إبليس، ولما كان المبلس كثيرًا ما يلزم السكوت، وينسى ما يعينه، قيل: أبلس فلان، إذا سكت وانقطعت حجته اهـ.
ويقال: أبلس فلان، فهو مبلس: إذا سكت عن يأس، ويقال: أبلس الرجل: انقطعت حجته فسكت، فهو لازم، لا يتعدى.
وفي "الكشاف": الإبلاس: أن يبقى ساكنًا يائسًا متحيرًا، يقال: ناظرته فأبلس: إذا لم ينبس ويئس من أن يحتج، ومنه الناقة المبلاس: التي لا ترغو.
وفي "القاموس": وأبلس: يئس وتحير، ومنه إبليس، أو هو أعجمي، فقول صاحب، المنجد: إنه يقال: أبلسه غلط فظيع، وقد علل علماء التصريف قراءة ﴿يُبْلِسُ﴾ بالبناء للمفعول، بأن القائم مقام الفاعل مصدر الفعل، ثم حذف