مزينًا بأنواع الزين، فلا ينقطع تعجبك عنه، ولا تزال تذكره وتصف حسنه طول عمرك، وأنت تنظر أبدًا إلى الآفاق والأنفس، وهي بيوت الله المزينة بأسمائه وصفاته، وآثاره المتجلية بقدرته، وعجيب آياته، ثم أنت فيما شاهدته أعمى عن حقيقته لعمى باطنك، وعدم دخولك في بيت القلب، الذي بالتفكر المودع فيه يستخرج الحقائق، وبالتذكر الموضوع فيه يرجع الإنسان إلى ما هو بالرجوع لائق، وبالشهود الذي فيه يرى الآيات، ويدرك البينات، ولولا هداية الملك المتعالي.. لبقي الخلق في ظلمات الضلال، فعليك بتوحيد الله تعالى في الليل والنهار، فإنه خير أوراد وأذكار، قال تعالى: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ وذكر الله سبب الحضور، وموصل إلى مشاهدة المذكور، ولكن الكل بعناية الله الملك الغفور. ﴿وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾.
يَا ذَا الَّذِيْ أَنِسَ الْفُؤادُ بِذِكْرِهِ | أَنْتَ الَّذِيْ مَا إِنْ سِوَاكَ أُرِيْدُ |
تَفْنَى اللَّيَالِيْ وَالزَّمَانُ بِأَسْرِهِ | وَهَوَاكَ غَضٌّ فِيْ الْفُؤادِ جَدِيْدُ |
والخلاصة: أن الإعادة أسهل على الله من البدء، بالنظر لما يفعله البشر، مما يقدرون عليه، فإن إعادة شيء من مادته الأولى، أهو عليهم من إيجاده ابتداءً، والمراد بذلك: التقريب لعقول الجهلة المنكرين للبعث، وإلا فكل الممكنات بالنظر إلى قدرته سواء، وقصارى ذلك: أنه أهون عليه بالإضافة إلى أعمالكم، وبالقياس إلى أقداركم.
روي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله - ﷺ - يقول الله تعالى: "كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما