إليه، فيقول: أطعميه واسقيه وغنيه، ويقول: هذا خير مما يدعوك إليه محمد من الصلاة والصيام، وأن تقاتل بين يديه.
وروي عن مقاتل: أنه كان يخرج تاجرًا إلى فارس، فيشتري كتب الأعاجم، فيرويها ويحدث بها قريشًا، ويقول لهم: إن محمدًا يحدثكم حديث عاد وثمود، وأنا أحدثكم حديث رستم واسفنديار وأخبار الأكاسرة، فيستملحون حديثه، ويتركون سماع القرآن.
التفسير وأوجه القراءة
١ - ﴿الم (١)﴾؛ أي: هذه (١) سورة ﴿ألم﴾. قال بعضهم: الحروف المقطعات مبادىء السور ومفاتيح كنوز العبر، والإشارة هنا بهذه الحروف الثلاثة إلى قوله: أنا الله ولي جميع صفات الكمال، ومني الغفران والإحسان، وقال بعضهم الألف إشارة إلى ألفة العارفين، واللام إلى لطف صنعه مع المحسنين، والميم إلى معالم محبة قلوب المحبين، وقال بعضهم: يشير بالألف إلى آلائه، وباللام إلى لطفه وعطائه، وبالميم إلى مجده وثنائه، فبآلائه رفع الحجاب عن قلوب الأولياء، وبلطف عطائه أثبت المحبة في أسرار أصفيائه، وبمجده، وثنائه مستغن عن جميع خلقه بوصف كبريائه.
٢ - ﴿تِلْكَ﴾؛ أي: هذه السورة وآياتها. ﴿آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ﴾؛ أي: آيات من الكتاب المحكم المحروس من التغيير والتبديل، والممنوع من الفساد والبطلان، فهو فعيل بمعنى المفعل، وإن كان قليلًا في كلامهم، كما قالوا: أعقدت اللبن فهو عقيد؛ أي: معقدًا، أو ذي الحكمة لاشتماله عليها، أو الحاكم بين عباده ببيان الأحكام من الحلال والحرام مثلًا.
٣ - وقوله: ﴿هُدًى﴾ من الضلالة ﴿وَرَحْمَةً﴾ من العذاب بالنصب على الحالية من الآيات، والعامل فيها ما في الإشارة من معنى الفعل؛ أي: حالة كون تلك