وشيكة الانقضاء، فلا يصعب عليك تحمل مشقتها، وفي الحديث: "حسن المصاحبة: أن يطعمهما إذا جاعا، وأن يكسوهما إذا عريا" فيجب على المسلم نفقة الوالدين ولو كانا كافرين، وبرهما وخدمتهما وزيارتهما، إلا أن يخاف أن يجلباه إلى الكفر، وحينئذ يجوز أن لا يزورهما، ولا يقودهما إلى البيعة، ويقودهما منها إلى المنزل، وقال بعضهم: المعروف هاهنا: أن يعرفهما مكان الخطأ والغلط في الدين عند جهالتهما بالله تعالى.
ولما كان ذلك قد يجر إلى نوع وهن في الدين ببعض محاباة فيه.. نفى ذلك بقوله: ﴿وَاتَّبِعْ﴾ في الدين ﴿سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ﴾ ورجع ﴿إِلَيَّ﴾ بالتوحيد والإخلاص في الطاعة، وهم المؤمنون الكاملون من النبي - ﷺ - وأصحابه، ومن اتبعه إلى يوم الدين؛ أي: واسلك سبيل من تاب من تركه ورجع إلى الإِسلام، واتبع محمد - ﷺ -.
والخلاصة: واتبع سبيلي بالتوحيد والإخلاص والطاعة لا سبيلهما ﴿ثُمَّ﴾ بعد انقضاء حياتكم الدنيا ﴿إِلَيَّ﴾ لا إلى غيري ﴿مَرْجِعُكُمْ﴾؛ أي: مرجعك ومرجعهما ﴿فَأُنَبِّئُكُمْ﴾؛ أي: فأخبركم وسائر العباد عند رجوعكم ﴿بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ في الدنيا، فأجازي كلًّا منكم بما صدر منه من الخير والشر، المحسن منكم بإحسانه، والمسيء بإساءته.
نبذة في ذكر أحاديث وآثار وردت في الحث على بر الوالدين
روي أن رجلًا قال: يا رسول الله، إن أمي هرمت، فأطعمها بيدي وأسقيها وأحملها على عاتقي، فهل جازيتها حقها؟ قال عليه السلام: "لا ولا واحدًا من مئة" قال: ولم يا رسول الله؟ قال: "لأنها خدمتك في وقت ضعفك، مريدة حياتك، وأنت تخدمها مريدًا مماتها، ولكنك أحسنت، والله يثيبك على القليل كثيرًا".
وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: "لولا أن أخاف عليكم تغير الأحوال عليكم بعدي.. لأمرتكم أن تشهدوا