التصديق لخبره، وتعظيم المسؤول، يعني إذا اعتقد أنه ملهم من الله، أو أن الجن يلقون إليه مما يسمعون من الملائكة.. فصدقه فهو حرام، وإذا اعتقد أنه عالم بالغيب.. فهو كفر، كما في حديث الكاهن، وأما إذا سأل ليمتحن حاله، ويخبر باطن أمره، وعنده ما يميز به صدقه من كذبه.. فهو جائز، فعلم أن الغيب مختص بالله تعالى، لا يعلمه أحد من المخلوقات، إلا أن علم بعضهم بعضه باطلاع الله تعالى، إياه عليه، كالأنبياء.
الإعراب
﴿وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (٢٢)﴾.
﴿وَمَنْ﴾ ﴿الواو﴾: عاطفة أو استئنافية. ﴿من﴾: اسم شرط في محل الرفع مبتدأ، والخبر: جملة الشرط أو الجواب أو هما، ﴿يُسْلِمْ﴾: فعل مضارع وفاعل مستتر مجزوم بـ ﴿من﴾ على كونه فعل شرط لها ﴿وَجْهَهُ﴾: مفعول به، ﴿إِلَى اللَّهِ﴾: متعلق بـ ﴿يُسْلِمْ﴾، و ﴿يُسْلِمْ﴾ يتعدى باللام، ولكنه عدي هنا بإلى ليكون معناه أنه سلم نفسه إليه، كما يسلم المتاع إلى الرجل إذا دفع إليه. والمراد به: التوكل والتفويض إليه، ﴿وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾: مبتدأ وخبر، و ﴿الواو﴾ فيه: حالية، والجملة: في محل النصب حال من فاعل ﴿يُسْلِمْ﴾. ﴿فَقَدِ﴾: ﴿الفاء﴾: رابطة الجواب وجوبًا لاقترانه بـ ﴿قد﴾، ﴿قد﴾: حرف تحقيق، ﴿اسْتَمْسَكَ﴾: فعل ماض وفاعل مستتر في محل الجزم بـ ﴿من﴾ على كونه جوابًا لها، ﴿بِالْعُرْوَةِ﴾: متعلق بـ ﴿اسْتَمْسَكَ﴾، ﴿الْوُثْقَى﴾ صفة لـ ﴿العروة﴾، وجملة ﴿من﴾ الشرطية: معطوفة على جملة: ﴿وَإِذَا قِيلَ﴾ أو مستأنفة، ﴿وَإِلَى اللَّهِ﴾: ﴿الواو﴾: استئنافية أو اعتراضية، ﴿إلى الله﴾: خبر مقدم، ﴿عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾: مبتدأ مؤخر، والجملة: مستأنفة، أو معترضة.
﴿وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٢٣)﴾.


الصفحة التالية
Icon