﴿وَإِذَا غَشِيَهُمْ﴾ يقال: غشيه: إذا ستره وعلاه وغطاه ﴿مَوْجٌ﴾ هو ما ارتفع من الماء ﴿كَالظُّلَلِ﴾: الظلل: جمع ظلة بضم الظاء، وهو كل ما أظلك من جبل أو سحاب أو شجر أو غيرها، شبه بها الموج في كثرتها وارتفاعها، وجعل الموج وهو واحد، كالظلل، وهو جمع؛ لأن الموج يأتي منه شيء بعد شيء.
﴿مُقْتَصِدٌ﴾؛ أي: سالك للقصد؛ أي: للطريق المستقيم، وهو التوحيد لا يعدل عنه إلى غيره، أو متوسط في الكفر لانزجاره في الجملة.
﴿خَتَّارٍ﴾: مبالغة من الختر، من بابي ضرب ونصر، والختر: أشد الغدر وأقبحه، قال في "المفردات": الختر: غدر يختر فيه الإنسان؛ أي: يضعف ويكسر لاجتهاده فيه. اهـ. ومنه قولهم: إنك لا تمد لنا شبرًا من الغدر، إلا مددناك باعًا من ختر. قال الشاعر:

وَإِنَّكَ لَوْ رَأَيْتَ أبا عُمَيْرٍ مَلأْتَ يَدَيْكَ مِنْ غَدْرٍ وَخَتْرِ
وقوله: ملأت يديك من غدرٍ وخترٍ، شبه المعقول بالمحسوس على سبيل الاستعارة المكنية وملء اليدين تخييل ﴿لَا يَجْزِي وَالِدٌ﴾ يقال: جزاه دينه: إذا قضاه، وفي "المفردات": الجزاء الغناء والكفاية.
﴿إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ﴾ والوعد: يكون في الخير والشر، يقال: وعدته بنفع وضر وعدًا وميعادًا، والوعيد في الشر خاصةً.
﴿فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ﴾ يقال: غره: إذا خدعه وأطمعه بالباطل فاغتر هو، كما في "القاموس".
﴿الْغَرُورُ﴾ قال في "المفردات": الغرور كل ما يغر الإنسان من مال وجاه وشهوة وشيطان، وقد فسر بالشيطان، إذ هو أخبث الغاوين.
﴿عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ والساعة في الأصل: جزء من أربعة وعشرين جزءًا من الملوين، وسميت القيامة بلفظ الساعة؛ لأنها تقوم في آخر جزء من تلك الأجزاء.
﴿وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ﴾؛ أي: المطر، سمي المطر بالغيث؛ لأن به يغاث الخلق


الصفحة التالية
Icon