تشبيه تمثيلي، لذكر طرف التشبيه، فقد شبه من تمسك بالإِسلام بمن أراد أن يرقى إلى شاهق جبل، فتمسك بأوثق حبل، وحذف أداة التشبيه للمبالغة.
ومنها: الاستعارة المكنية في قوله: ﴿ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ﴾ حيث شبه إلزامهم التعذيب، وإرهاقهم باضطرار المضطر إلى الشيء الذي لا يقدر على الانفكاك منه؛ أي: يثقل عليهم ثقل الأجرام الغلاظ.
ومنها: الاستعارة المصرحة في لفظ ﴿غَلِيظٍ﴾ لأن الغليظ ضد الرقيق، فهو حقيقة في الأجسام، فاستعاره للتعذيب الذي هو معنى من المعاني؛ لأنه بمعنى عذاب شديد، فالشدة معنًى من المعاني، فاستعار لها لفظ الغلط على طريق الاستعارة التصريحية التبعية، لجرياتها في المشتق بعد جريانها في الجامد.
ومنها: تقديم ما حقه التأخير لغرض الحصر في قوله: ﴿وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾؛ أي: إليه تعالى، لا إلى أحد غيره.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: ﴿عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ حيث أطلق المحل الذي هو الصدر، وأراد به الحال الذي هو القلب؛ لأن المعنى: عليم بخطرات القلوب.
ومنها: الحصر في قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ لأن كلمة ﴿هُوَ﴾ هنا للحصر؛ أي: هو الغني وحده، وليس معه غني آخر، كما مرّ.
ومنها: توحيد لفظ ﴿شَجَرَةٍ﴾ لإفادة الاستغراق في قوله: ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ﴾ فكأنه قال من كل شجرة شجرة حتى لا يبقى من جنس الشجر شجرة واحدة، إلا وقد بريت أقلامًا.
ومنها: جمع الأقلام لقصد التكثير.
ومنها: المخالفة في الصيغة بين ﴿سخر﴾ المعطوف و ﴿يُولِجُ﴾ المعطوف عليه في قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ﴾ وقوله: ﴿وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ﴾ لاختلاف مفادهما؛ لأن إيلاج أحد الملوين في الآخر متجدد كل حين، فعبر عنه بالصيغة المتجددة حينًا بعد حين، وأما تسخير النيرين، فهو أمر لا يتجدد ولا


الصفحة التالية
Icon