ولا يعلم ملك مقرب، ولا نبي مرسل، وانه لفي القرآن: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾ وهذه عدة عظيمة، لا تبلغ الأفهام كنهها، بل ولا تفاصيلها، وفي الباب أحاديث عن جماعة من الصحابة، وهي معروفة، فلا نطيل الكلام بذكرها.
وقرأ الجمهور (١): ﴿مَا أُخْفِيَ لَهُمْ﴾، فعلًا ماضيًا مبنيًا للمفعول، وحمزة والأعمش ويعقوب: بسكون الياء، فعلًا مضارعًا للمتكلم، وابن مسعود: ﴿ما نخفى﴾ بنون العظمة، والأعمش أيضًا: ﴿أخفيت﴾ وقرأ محمد بن كعب: ﴿ما أخفي﴾، فعلًا ماضيًا مبنيًا للفاعل، وقرأ الجمهور: ﴿من قرة﴾ على الإفراد، وقرأ عبد الله وأبو الدرداء وأبو هريرة وعوف العقيلي: ﴿من قرات﴾ على الجمع بالألف والتاء، وهي رواية عن أبي جعفر والأعمش.
الإعراب
﴿الم (١) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٣)﴾.
﴿الم (١)﴾: خبر لمبتدأ محذوف، إن قلنا إنه علم على السورة، تقديره: هذه السورة: ﴿الم (١)﴾؛ أي: مسماة به، والجملة مستأنفة، ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ﴾: مبتدأ، ﴿لَا﴾: نافية للجنس، ﴿رَيْبَ﴾: في محل النصب اسمها، ﴿فِيهِ﴾: خبرها، وجملة ﴿لَا﴾: في محل النصب حال من ﴿الْكِتَابِ﴾، ﴿مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾: جار ومجرور ومضاف إليه، خبر ﴿تَنْزِيلُ﴾، والجملة: مستأنفة، وهاهنا أعاريب آخر، ضربنا عنها صفحًا، لئلا يطول الكلام، وقد تقدم في أول البقرة ما يشبه هذا. ﴿أَمْ﴾: منقطعة بمعنى بل الإضرابية، وهمزة الاستفهام الإنكاري، ﴿يَقُولُونَ﴾: فعل وفاعل، والجملة: مستأنفة، ﴿افْتَرَاهُ﴾: فعل ماض وفاعل مستتر يعود على محمد ومفعول به، والجملة: في محل النصب مقول لـ ﴿يَقُولُونَ﴾. ﴿بَلْ﴾: حرف إضراب إبطال لإبطال قولهم، ﴿هُوَ الْحَقُّ﴾: مبتدأ

(١) البحر المحيط.


الصفحة التالية
Icon