الذين أهلكناهم من أهلها لما كذبوا برسلنا، وجحدوا بآياتنا، وعبدوا غيرنا، لآيات لهم وعظات يتعظون بها، لو كانوا من أولي الحجا.
و (الهمزة): في قوله: ﴿أَفَلَا يَسْمَعُونَ﴾: للتوبيخ المضمن للإنكار، داخلة على محذوف، و (الفاء): عاطفة على ذلك المحذوف، والتقدير: أيعرضون عن آياتنا وعظاتنا وتذكيرنا إياهم، وصموا عنها فلا يسمعونها سماع تدبر وتفكر، ليعتبروا بها، وينتهوا عما هم عليه من الكفر والتكذيب.
٢٧ - و (الهمزة): في قوله: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا﴾: للاستفهام التوبيخي، المضمن للتقرير، داخلة على محذوف، و (الواو): عاطفة على ذاك المحذوف، ﴿أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ﴾ والمراد: سوق السحاب الحامل للماء، لأنه هو الذي ينسب إلى الله تعالى، وأما السقي بالأنهار فمنسوب إلى العبد، وإن كان الإنبات من الله تعالى، ولما كان هذا السوق وما بعده من الإخراج محسوسًا.. حمل بعضهم الرؤية على البصرية، ويدل عليه أيضًا آخر الآية، وهو ﴿أَفَلَا يُبْصِرُونَ﴾.
وقال في "بحر العلوم": حملًا على المقصود من النظر؛ أي: قد علموا أنا نسوق الماء ﴿إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ﴾؛ أي: التي جرز وقطع نباتها وأزيل بالكلية، لعدم المطر أو لغيره كالرعي، لا التي لا تنبت، لقوله: ﴿فَنُخْرِجُ﴾ من تلك الأرض ﴿بِهِ﴾؛ أي: بسبب ذلك الماء المسوق ﴿زَرْعًا﴾؛ أي: نباتًا ﴿تَأْكُلُ مِنْهُ﴾؛ أي: من ذلك الزرع؛ أي: من بعضه ﴿أَنْعَامُهُمْ﴾ ودوابهم ومواشيهم، كالتبن والقصيل والورق وبعض الحبوب المخصوصة بها ﴿و﴾ تأكل من بعضه ﴿وَأَنْفُسُهُمْ﴾ كالحبوب التي يقتاتا الإنسان والثمار.
والتقدير: أي ألم يشاهد هؤلاء المكذبون بالبعث بعد الموت والنشر بعد الفساد، ولم يروا أنا نسوق بقدرتنا السحاب الحامل للماء إلى الأرض اليابسة، التي لا نبات فيها، فننزل بها مطرًا، فنخرج به زرعًا أخضر، تأكل منه ماشيتهم، وتتغدى به أجسامهم، فيعيشون به؛ أي: قد علموا ذلك، وشاهدوه، فلا عذر لهم في تكذيبهم البعث بعد الموت.
و ﴿الهمزة﴾: في قوله: ﴿أَفَلَا يُبْصِرُونَ﴾ للتوبيخ داخلة على محذوف،


الصفحة التالية
Icon