وسيجدون نحب ما ينتظرون فيك وفي أصحابك، من وبيل عقاب الله لهم، وحلول عذابه بهم، وقد أنجز الله وعده، فنصر عبده، وفتح للمؤمنين، وحصل أمانيهم أجمعين، والآية منسوخة بآية السيف، وقيل: غير منسوخة، إذ قد يقع الإعراض مع الأمر بالقتال.
وقرأ الجمهور (١): ﴿مُنْتَظِرُونَ﴾ بكسر الظاء على صيغة اسم الفاعل؛ أي: انتظر عذابهم إنهم منتظرون هلاكك، قال أبو حاتم: والصحيح: الكسر، وقرأ ابن السميقع واليماني: ﴿منتظرون﴾ بفتح الظاء على صيغة اسم المفعول، ورويت هذه القراءة عن مجاهد وابن محيصن، قال الفراء: لا يصح إلا بإضمار؛ أي: إنهم منتظريهم.
وفي "فتح الرحمن" قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٢٨)﴾.
إن قلت (٢): هذا سؤال عن وقت الفتح، وهو يوم القيامة، فكيف طابقه الجواب بقوله: ﴿قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ﴾؟
قلت: لما كان سؤالهم سؤال تكذيب واستهزاء بيوم القيامة، لا سؤال استفهام.. أجيبوا بالتهديد المطابق للتكذيب والاستهزاء، لا ببيان حقيقة الموقت، وإن فسر الفتح بفتح مكة، أو بيوم بدر.. كان المراد أن المتولين لم ينفعهم إيمانهم حال القتل، كإيمان فرعون، بخلاف الطلقاء الذين آمنوا بعد الأمر، فالجواب بذلك مطابق للسؤال من غير تأويل. انتهى.
الإعراب
﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (١٨) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٩)﴾.
﴿أَفَمَنْ﴾ ﴿الهمزة﴾: فيه للاستفهام الإنكاري، داخلة على محذوف،
(٢) فتح الرحمن.