معين سبق به القضاء، وجرى عليه القلم، ولا يتغير أصلًا، فإن المقدر كائن لا محالة، والأجل إن حضر لم يتأخر بالفرار، وكان علي بن أبي طالب يقول عند اللقاء: دهم الأمر وتوقد الجمر.
أَيَّ يَوْمَيَّ مِنَ الْمَوْتِ أَفِرّ | يَوْمَ لَا يَقْدِرُ أَمْ يَوْمَ قَدِرْ |
يَوْمَ لَا يَقْدِرُ لَا أُرْهِبُهُ | وَمِنَ الْمَقْدُوْرِ لَا يُنْجِيْ الْحَذِرْ |
الْمَوْتُ كَأْسٌ وَكُلُّ النَّاسِ شَارِبُهُ | وَالْقَبْرُ بَابٌ وَكُلُّ النَّاسِ دَاخِلُهُ |
والمعنى (١): أي وإن نفعكم الفرار، بأن دفع عنكم الموت، فمتعتم.. لم يكن ذلك التمتع إلا قليلًا، فإن أيام الحياة وإن طالت قصيرة، فعمر تأكله الدقائق قليل، وإن كثر، ولله در أحمد شوقي حيث يقول:
دَقَّاتُ قَلْبِ الْمَرْءِ قَائِلَةٌ لَهُ | إِنَّ الْحَيَاةَ دَقَائِقٌ وَثَوَانِيْ |
١٧ - ولما كانوا ربما يقولون: بل ينفعنا، لأنا طالما رأينا من هرب فسلم، ومن ثبت فاصطلم.. أمره الله سبحانه بالجواب عن هذا فقال: ﴿قُل﴾ يا محمد لهؤلاء المستأذنين ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ﴾ ويحفظكم ﴿مِنَ اللَّهِ﴾؛ أي: من قضائه،
(١) المراغي.
(٢) الشوكاني.
(٢) الشوكاني.