محسوس، واستعار له شيئًا من صفات الإجرام، وهو الغلظ؛ للتنويه لعظم الميثاق وحرمته وثقل حمله.
ومنها: التكرار في قوله: ﴿وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾ لغرض بيان وصف الغلظ.
ومنها: الالتفات من التكلم في قوله: ﴿وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ﴾ إلى الغيبة في قوله: ﴿لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ﴾ لغرض التبكيت والتقبيح للمشركين.
ومنها: الطباق بين ﴿أَخْطَأْتُمْ﴾ و ﴿تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ﴾، وبين ﴿سُوءًا﴾ و ﴿رَحْمَةً﴾؛ لأن المراد بالسوء: الشر، وبالرحمة: الخير، وبين ﴿مِنْ فَوْقِكُمْ﴾ ﴿وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ﴾.
ومنها: التمثيل في قوله: ﴿وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ﴾ حيث صور القلوب في خفقانها، واضطرابها، بارتفاعها إلى الحناجر.
ومنها: الإتيان بصيغة المضارع في قوله: ﴿وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا﴾ لاستحضار الصورة الماضية، وللدلالة على الاستمرار، وفي قوله: ﴿وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ﴾ للدلالة على استحضار القول، واستحضار صورته، وفي قوله: ﴿وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ﴾.
ومنها: الكناية في قوله: ﴿لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ﴾؛ لأنه كناية عن الفرار من الزحف.
ومنها: الكناية في قوله: ﴿إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ﴾؛ لأنه كناية عن كونها غير حصينة.
ومنها: العدول إلى الغيبة في قوله: ﴿لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ﴾ على إرادة حكاية اللفظ، ولو جاء على حكاية المعنى.. لقيل: لا نولي الأدبار على، صيغة التكلم.


الصفحة التالية