﴿اللام﴾: حرف ابتداء، ﴿مَعَ الْمُحْسِنِين﴾: ظرف ومضاف إليه خبر ﴿إن﴾، وجملة ﴿إن﴾: معطوفة على الجملة الاسمية قبلها. والله أعلم.
التصريف ومفردات اللغة
﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ﴾ المجادلة، والجدال، مصدران لجادل من باب فاعل، كما في "التاج". قال الراغب: الجدال: المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة، وأصله: من جدلت الحبل؛ أي: أحكمت قتله، فكأن المتجادلين يفتل كل واحد آخر عن رأيه، والمعنى: ولا تخاصموا اليهود والنصارى، والجدل: الحجاج والمناظرة.
﴿مُسْلِمُونَ﴾ أي: خاضعون مطيعون.
﴿وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا﴾ والجحد: إنكار الشيء بعد معرفته، وقيل: الجحد: نفي ما في القلب ثبوته، أو إثبات ما في القلب نفيه، والمراد به هنا، الإنكار عن علم.
﴿وَلَا تَخُطُّهُ﴾. والخط: كالمد ويقال لما له: طول ويعبر عن الكتابة بالخط.
﴿إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾: الارتياب: الشك، وفي "المختار": الريب: الشك. قال الراغب: الريب: أن يتوهم بالشيء أمرًا ينكشف عما يتوهمه، ولهذا قال تعالى: ﴿لَا رَيْبَ﴾ والإرابة: أن يتوهم فيه أمرًا فلا ينكشف عما يتوهمه، والإرتياب: يجري مجرى الإرابة، ونفى عن المؤمنين الارتياب، كما قال: ﴿وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾.
والمبطل: من يأتي بالباطل، وهو نقيض المحق، وهو من يأتي بالحق، لما أن الباطل نقيض الحق، قال في "المفردات": الإبطال: يقال في إفساد الشيء وإزالته، حقًا كان ذلك الشيء أو باطلاً، قال تعالى: ﴿لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ﴾ وقد يقال فيمن يقول شيئًا لا حقيقة له.
﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ﴾ والكفاية: ما فيه سد الخلة، وبلوغ المراد في الأمر.


الصفحة التالية
Icon