﴿وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ﴾ الخطف: أخذ الشيء بسرعة.
﴿مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ﴾: وفي "المختار": ثوى بالمكان يثوى، بالكسر: ثواءً ثويًا أيضًا بوزن مضي؛ أي: أقام به، ويقال: ثوى البصرة، وثوى بالبصرة، وأثوى بالمكان لغةً: في ثوى وأثوى غيره، يتعدى ويلزم، وثوى غيره أيضًا تثوية اهـ. والمثوى: المنزل والمحبس.
﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا﴾ والجهاد والمجاهدة: استفراغ الوسع في مدافعة العدو.
﴿لَنَهْدِيَنَّهُمْ﴾ الهداية: الدلالة إلى ما يوصل إلى المطلوب.
﴿سُبُلَنَا﴾ والسبل: جمع سبيل، وهو من الطرق: ما هو معتاد السلوك، ويلزمه السهولة، ولهذا قال الإِمام الراغب: السبيل: الطريق الذي فيه سهولة. انتهى.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: التعريض في قوله: ﴿وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ فإن فيه تعريضًا بكفر أهل الكتاب، حيث اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله تعالى.
ومنها: التعبير عن القرآن بالآيات، في قوله: ﴿وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا﴾ للتنبيه على ظهور دلالته على معانيه، وعلى كونه من عند الله تعالى.
ومنها: الإضافة فيه للتشريف.
ومنها: الإطناب في قوله: ﴿وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ﴾ فذكر اليمين وهي الجارحة التي يزاول بها الخط، فيه زيادة في التصوير، واستحضار لنفي كونه كاتبًا. والإطناب يكون حقيقةً ومجازًا، وهذا من النوع الأول، ومثله قولهم: رأيته بعيني، وقبضته بيدي، ووطِئته بقدمي، وذقته بفمي، وكل هذا يظنه الظان


الصفحة التالية
Icon