﴿رَاسِيَاتٍ﴾ جمع: راسية، من رسا الشيء يرسو: إذا ثبت، ولذلك سميت الجبال الرواسي. ﴿الشَّكُورُ﴾: الباذل وسعه في الشكر، قد شغل قلبه ولسانه وجوارحه به اعترافًا واعتقادًا وعملًا.
﴿فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ﴾: القضاء الحكم، والفصل والموت: زوال القوة الحساسة.
﴿مِنْسَأَتَهُ﴾ المنساة: مفعلة اسم آلة، وهي العصا؛ لأنه ينسأ بها؛ أي: يطرد ويؤخر كالمكنسة والمكسحة والمقصعة.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: تعريف طرفي الجملة في قوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ لإفادة الحصر، ومعناه: لا يستحق الحمد الكامل إلا الله، أو لإفادة الاختصاص، ومعناه: جميع أفراد المدح والثناء والشكر من كل حامد مختص به سبحانه، لا شركة لأحد فيه؛ لأنه الخالق المالك، كما يدل عليه ما بعده.
ومنها: تقديم الخبر على المبتدأ لإفادة الحصر في قوله: ﴿وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ﴾، وفيه أيضًا إطلاق المحمود عليه ليعم النعم الأخروية كلها. اهـ "روح".
ومنها: الطباق بين ﴿يَلِجُ﴾، و ﴿يَخْرُجُ﴾، وبين: ﴿يَنْزِلُ﴾، و ﴿يَعْرُجُ﴾، وبين: ﴿أَصْغَرُ﴾، و ﴿أَكْبَرُ﴾.
ومنها: إفادة المبالغة بصيغتي فعيل وفعول في قوله: ﴿وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾، ﴿وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ﴾.
ومنها: المقابلة بين ﴿لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ...﴾ الآية، وبين ﴿وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ﴾ فقد جعل المغفرة والرزق الكريم جزاء المحسنين، وجعل العذاب والرجز الأليم جزاء المجرمين.
ومنها: الاستفهام في قوله: ﴿هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ﴾ للاستهزاء والسخرية؛ لأن غرضهم بهذا الكلام الاستهزاء بالرسول والسخرية به.