والخلاصة: دعوا السؤال عن وقت مجيء الساعة، فإنه كائن لا محالة، وسلوا عن أحوال أنفسكم حين تكونون مبهوتين متحيرين من هول ما تشاهدون، فهذا أليق بكم، قيل (١): هو يوم البعث، وهو السابق إلى الذهن، وقيل: وقت حضور الموت، وقيل: أراد يوم بدر؛ لأنه كان يوم عذابهم في الدنيا. أقوال، وعلى كل تقدير فهذه الإضافة للبيان، ويجوز في ﴿مِيعَادُ﴾ أن يكون مصدرًا مرادًا به الوعد، وأن يكون اسم زمان، قال أبو عبيدة: الوعد والوعيد والميعاد بمعنى.
وقرأ الجمهور: ﴿مِيعَادُ﴾ يوم بالإضافة، وقرأ ابن أبي عبلة واليزيدي: ﴿ميعاد يومًا﴾ بتنوينهما، قال الزمخشري: وأما نصب ﴿يومًا﴾ فعلى التعظيم بإضمار فعل تقديره: لكم ميعاد، أعني يومًا، وأريد يومًا صفته كيت وكيت، ويجوز أن يكون انتصابه على الظرف على حذف مضاف؛ أي: إنجاز وعد يوم من صفته كيت وكيت، وقرأ عيسى: ﴿ميعاد﴾ منونًا، و ﴿يوم﴾: بالنصب من غير تنوين مضافًا إلى الجملة، واحتمل تخريجه على الظرف على حذف مضاف؛ أي: إنجاز وعد يوم كذا، واحتمل تخريج الزمخشري على التعظيم.
الإعراب
﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (١٥)﴾.
﴿لَقَدْ﴾: ﴿اللام﴾: موطئة للقسم، ﴿قد﴾: حرف تحقيق، ﴿كاَنَ﴾: فعل ناقص، ﴿لِسَبَإٍ﴾: خبرها مقدم، ﴿فِي مَسْكَنِهِمْ﴾: حال من ﴿سَبَأ﴾؛ أي: حال كونهم في مسكنهم ﴿آيَةٌ﴾: اسمها مؤخر، وجملة ﴿كاَنَ﴾ جواب القسم لا محل لها من الإعراب، وجملة القسم مستأنفة، ﴿جَنَّتَانِ﴾: بدل من ﴿آيَةٌ﴾ بدل كل، أو خبر لمبتدأ محذوف، ﴿عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ﴾: صفة لـ ﴿جَنَّتَانِ﴾، ﴿كُلُوا﴾: فعل أمر وفاعل، ﴿مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ﴾: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بـ ﴿كُلُوا﴾، والجملة في محل الرفع مقول لقول محذوف تقديره: وقيل لهم بلسان الحال، أو بلسان المقال: كلوا من رزق ربكم، ﴿وَاشْكُرُوا﴾: فعل وفاعل، معطوف على ﴿كُلُوا﴾،