﴿بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا﴾ المباعدة والبعاد: مصدران لباعد، والأسفار: جمع سفر، والسفر: خلاف الحضر، وهو في الأصل كشف الغطاء، وسفر الرجل فهو سافر وسافر: خص بالمفاعلة اعتبارًا بأن الإنسان قد سفر عن المكان، والمكان سفر عنه، ومن لفظ السفر اشتقت السفرة لطعام السفر، ولما يوضع فيه من الجلد المستدير. وقال بعضهم: وسمي السفر سفرًا؛ لأنه يسفر؛ أي: يكشف عن أخلاق الرجال، ويستخرج دعاوي النفوس ودفائنها.
﴿أَحَادِيثَ﴾ جمع: أحدوثة، وهي ما يتحدث به على سبيل التلهي والاستغراب، وتقديره في العربية: ذوي أحاديث، قال ابن الكمال: الأحاديث مبني على واحده المستعمل، وهو الحديث، كأنهم جمعوا حديثًا على أحدثة، ثم جمعوا الجمِع على الأحاديث، وفي "القاموس": الأحاديث: جمع حديث بمعنى الخبر.
﴿وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ﴾؛ أي: فرقناهم كل تفريق؛ أي: فرقناهم تفريقًا لا يتوقع بعده عود اتصال.
﴿لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ الصبار: كثير الصبر عن الشهوات ودواعي الهوى وعلى مشاقّ الطاعات، والشكور: كثير الشكران على النعم، وهما من صيغ المبالغة.
﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ﴾ وإبليس: مشتق من الإبلاس، وهو الحزن المعترض من شدة اليأس، كما في "المفردات": أبلس: يئس وتحير، ومنه: إبليس، أو هو أعجمي. انتهى.
﴿ظَنَّهُ﴾ والظن: هو الاعتقاد الراجح مع احتمال النقيض، ومظنة الشيء - بكسر الظاء -: موضع يظن فيه وجوده.
﴿إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ الفريق: الجماعة المنفردة عن الناس.
﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ﴾؛ أي: وجد ظنه فيهم صادقًا؛ لانهماكهم في الشهوات، واستفراغ الجهد في اللذات.
﴿مِنْ سُلْطَانٍ﴾ السلطان: القهر والغلبة، ومنه: السلطان لمن له ذلك.
﴿إِلَّا لِنَعْلَمَ﴾ العلم: إدراك الشيء بحقيقته، والعالم في وصف الله تعالى هو الذي لا يخفى عليه شيء.


الصفحة التالية
Icon