ومنها: المقابلة بين قوله: ﴿هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ﴾، ﴿وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ﴾.
ومنها: الاستعارة التمثيلية في قوله: ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ...﴾ إلخ. وهو تركيب استعمل في غير ما وضع له علاقة المشابهة، وليس فيه ذكر للمشبه ولا لأداة التشبيه، فقد مثَّل الله سبحانه للمؤمن والكافر بالبحرين، ثم فضل البحر الأجاج على الكافر بأنه قد شارك البحر العذب في منافع من السمك واللؤلؤ، وجري الفلك بما ينفع الناس، والكافر خالٍ من النفع، ويقال: إن المؤمن والكافر - وإن اشتركا في بعض الصفات كالشجاعة والسخاوة - لا يتساويان في الخاصية العظمى لبقاء أحدهما على فطرته الأصلية.
ومنها: الاستطراد بقوله: ﴿وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا...﴾ إلى آخر الآية، فإن المقصود من الآية تشبيه المؤمن والكافر بالبحرين، فذكر منافع البحرين يسمى استطرادًا، وهو ذكر الشيء في غير موضعه لمناسبة بينه وبين ذلك الموضع.
ومنها: الإتيان بحرف الترجي في قوله: ﴿وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ للإيذان بكونه مرضيًا عنده تعالى.
ومنها: التجوز في قوله: ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ﴾ لأن الأصل في الإشارة أن تكون إلى محسوس، ويستحيل إحساسه تعالى بالحواس.
ومنها: الإشارة إليه بإشارة البعيد في قوله ﴿ذَلِكُمُ﴾ مع كونه سبحانه أقرب من حبل الوريد للإيذان بغاية العظمة له تعالى؛ أي: تنزيلًا للبعد الرتبي منزلة البعد الحسي.
ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع.
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *


الصفحة التالية
Icon