قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ...﴾ الآية، سبب نزولها (١): ما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: بلغ النبي - ﷺ - أن رجلًا يقول: لو قد توفي النبي - ﷺ -.. تزوجت فلانة من بعده، فنزلت: ﴿وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ...﴾ الآية.
وأخرج عن ابن عباس قال: نزلت في رجل هم أن يتزوج بعض نساء النبي - ﷺ - بعده. قال سفيان: ذكروا أنها عائشة.
وأخرج عن السدي قال: بلغنا أن طلحة بن عبيد الله قال: أيحجبنا محمد عن بنات عمنا، ويتزوج نساءنا، لئن حدث به حدث.. لنتزوجن نساءه من بعده، فأُنزلت هذه الآية.
وأخرج ابن سعد عن أبي بكر بن عمرو بن حزم قال: نزلت في طلحة بن عبيد الله؛ لأنه قال: إذا توفي رسول الله - ﷺ -.. تزوجت عائشة.
قال الحافظ السيوطي: وقد كنت في وقفة شديدة من صحة هذا الخبر؛ لأن طلحة أحد العشرة المبشرين بالجنة، أجلٌّ مقامًا من أن يصدر منه ذلك، حتى رأيتُ أنه رجل آخر شاركه في اسمه واسم أبيه ونسبته، كما في "إنسان العيون".
وأخرج جويبر عن ابن عباس: أن رجلًا أتى بعض أزواج النبي - ﷺ -، فكلمها وهو ابن عمها، فقال النبي - ﷺ -: "لا تقومن هذا المقام بعد يومك هذا"، فقال: يا رسول الله، إنها ابنة عمي، واللهِ ما قلت لها منكرًا، ولا قالت لي. قال النبي - ﷺ -: "قد عرف ذلك، إنه ليس أحد أغير من الله، وإنه ليس أحد أغير مني"، ثم قال: يمنعني من كلام ابنة عمي، لأتزوجنها من بعده، فأنزل الله تعالى هذه الآية. قال ابن عباس: فأعتق ذلك الرجل رقبة، وحمل على عشرة أبعرة في سبيل الله، وحج ماشيًا توبة من كلمته.
التفسير وأوجه القراءة
٤٥ - ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ﴾ نداء كرامة وتعظيم؛ لأن الشريف ينادى باللقب الشريف، لا