بحمرة، اهـ «قارى». قال المبرد: وتقول العرب إذا وصفت الشيء بالحسن والنظافة: كأنه بيض النعام المغطى بالريش. وقيل: ﴿الْمَكْنُونِ﴾ المصون عن الكسر؛ أي: إنهن عذارى. وقيل: المراد بالبيض: اللؤلؤ كما في قوله: ﴿وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (٢٣)﴾. والأول أولى. وإنما قال: ﴿مَكْنُونٌ﴾ ولم يقل مكنونات؛ لأنه وصف البيض باعتبار اللفظ. وقال الطبري: أولى الأقاويل: أن يقال: إن البيض هي الجلدة التي في داخل القشرة قبل أن يمسها شيء؛ لأنه مكنون. يعني: هو البيض أول ما ينحى عنه قشره.
والمعنى: أي إنهن في بياض يشوبه قليل من الصفرة كالبيض المستور في الأعشاش الذي لم تمسه الأيدي، ولم يعله الغبار. وهذا اللون مما تهيم به العرب. فقد شبهت النساء ببيضات الخدور، كما قال امرء القيس:

وَبيضَةِ خِدْرٍ لا يُرام خِبَاؤها تَمتَّعْتُ مِن لهوٍ بِها غَير مُعجِلِ
يقول الفقير: ذكر الله تعالى في هذه الآيات ما كان لذة الجسم ولذة الروح. أما لذة الجسم التنعم بالفواكه، وأنواع النعم، والخمر التي لم يكن عند العرب أحب منها، والتمتع بالأزواج الحسان. وأما لذة الروح فالسرور الحاصل من الإكرام والأنس الحاصل من صحبة الإخوان، والانبساط الحاصل من النظر إلى وجوه الحسان. وفي الحديث: «ثلاث يجلين البصر: النظر إلى الخضرة، وإلى الماء الجاري، وإلى الوجه الحسن». قال ابن عباس رضي الله عنهما: والإثمد عند النوم. نسأل الله سبحانه أن يجلي أبصارنا وبصائرنا، ويبارك لنا في أعمارنا، وأن يجعل خير أعمالنا خواتمها، آمين.
الإعراب
﴿وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (١) فَالزَّاجِراتِ زَجْرًا (٢) فَالتَّالِياتِ ذِكْرًا (٣) إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ (٤) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ (٥) إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ (٦) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ (٧)﴾.
﴿وَالصَّافَّاتِ﴾ ﴿الواو﴾: حرف جر وقسم، ﴿الصَّافَّاتِ﴾ مقسم به، مجرور


الصفحة التالية
Icon