نزولها: ما أخرجه جويبر عن ابن عباس قال: إنها نزلت في ثلاثة أحياء: عامر، وكنانة، وبني سلمة، كانوا يعبدون الأوثان، ويقولون: الملائكة بناته، فقالوا: ﴿ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى﴾.
قوله تعالى: ﴿أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ...﴾ الآية، سبب نزولها ما أخرجه ابن أبي حاتم، عن ابن عمر قال: إنها نزلت في عثمان بن عفان، وأخرج ابن سعد، عن طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، قال: نزلت في عمار بن ياسر، وأخرج ابن جويبر، عن ابن عباس، قال: نزلت في ابن مسعود، وعمار بن ياسر، وسالم مولى أبي حذيفة، وأخرج جويبر عن عكرمة قال: نزلت في عمار بن ياسر.
التفسير وأوجه القراءة
١ - ﴿تَنْزِيلُ الْكِتابِ﴾؛ أي (١): القرآن، وخصوصًا منه هذه السورة الشريفة، وهو مبتدأ، خبره قوله: كائن ﴿مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ﴾ في حكمه ﴿الْحَكِيمِ﴾ في تدبيره، لا من غيره. كما يقول المشركون: إن محمدًا - ﷺ -، تقوله من تلقاء نفسه، وإلى هذا ذهب الزجاج، وقيل معناه: تنزيل الكتاب من الله، فاستمعوا له، واعملوا به، فهو كتاب عزيز، نزل من رب عزيز، على عبد عزيز، بلسان ملك عزيز، في شأن أمة عزيزة، والتعرض لوصفي العزة والحكمة، للإيذان بظهور أثريهما في الكتاب بجريان أحكامه، ونفاذ أوامره، ونواهيه، من غير مدافع ولا ممانع، وبابتناء جميع ما فيه على أساس الحكم الباهرة، وفي «فتح الرحمن»: العزيز في قدرته، الحكيم في إبداعه.
وأجاز (٢) الفراء، والكسائي: النصب على أنه مفعول به، لفعل مقدر؛ أي: اتبعوا أو اقرؤوا تنزل الكتاب. وقال الفراء: ويجوز نصبه على الإغراء؛ أي:
إلزموا.
(٢) الشوكاني.