وخبر، والجملة الاسمية معترضة؛ لأن قوله ﴿بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾: إضراب انتقالي، مرتبط بقوله: ﴿هَلْ يَسْتَوِيانِ﴾. ﴿بَلْ﴾: حرف عطف وإضراب، ﴿أَكْثَرُهُمْ﴾: مبتدأ، وجملة ﴿لا يَعْلَمُونَ﴾: خبره، والجملة معطوفة على جملة ﴿هَلْ يَسْتَوِيانِ﴾.
﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (٣١)﴾.
﴿إِنَّكَ﴾: ناصب واسمه، ﴿مَيِّتٌ﴾: خبره، والجملة مستأنفة. ﴿وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾: ناصب واسمه، وخبره، معطوف على ما قبله. ﴿ثُمَّ﴾: حرف عطف للترتيب مع التراخي. ﴿إِنَّكُمْ﴾: ناصب واسمه، ﴿يَوْمَ الْقِيامَةِ﴾: ظرف متعلق بـ ﴿تَخْتَصِمُونَ﴾، ﴿عِنْدَ رَبِّكُمْ﴾: ظرف ومضاف إليه، متعلق بمحذوف حال من اسم ﴿إن﴾، أو من فاعل ﴿تَخْتَصِمُونَ﴾: أو متعلق بـ ﴿تَخْتَصِمُونَ﴾، وجملة ﴿تَخْتَصِمُونَ﴾ في محل الرفع خبر ﴿إن﴾، وجملة ﴿إن﴾ معطوفة على جملة ﴿إن﴾ الأولى. والله أعلم.
التصريف ومفردات اللغة
﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ﴾ والطاغوت: يطلق على الواحد والجمع، كما في «المختار»، ويذكر ويؤنث كما في «المصباح». قال الأخفش: الطاغوت: جمع ويجوز أن يكون مفردة مؤنثة؛ أي: تباعدوا عن الطاغوت، وكانوا منها على جانب فلم يعبدوها، وقال مجاهد وابن زيد: هو الشيطان. وقال الضحاك والسدي: هي الأوثان، وقيل: إنه الكاهن، وقيل: إنه اسم أعجمي مثل: طالوت، وجالوت، وهاروت، وماروت. وقيل: إنه اسم عربي مشتق من الطغيان، وعبارة الروح: قوله: ﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ﴾ من الاجتناب، وهو الابتعاد يقال: اجتنبه إذا بعد عنه، والطاغوت: البالغ أقصى غاية الطغيان، وهو تجاوز الحد في العصيان، فلعوت من الطغيان بتقديم اللام على العين، لأن أصله: طغيوت، بني للمبالغة كالرحموت والعظموت، ثم وصف به للمبالغة في النعت، كأن عين الشيطان طغيان؛ لأن المراد به هو الشيطان، وتاؤه زائدة دون التأنيث، كما قال في «كشف الأسرار»: التاء ليست بأصلية، هي في الطاغوت كهي في الملكوت والجبروت، واللاهوت والناسوت والرحموت والرهبوت. قال


الصفحة التالية
Icon