"الشعب" عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنهما - قال: قال رسول الله - ﷺ -: "من قرأ حم المؤمن إلى ﴿إِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ وآية الكرسي حين يصبح.. حفظ بهما حتى يمسي، ومن قرأهما حين يمسي.. حفظ بهما حتى يصبح.
وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال (١): إن مثل صاحب القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد لأهله منزلًا، فمر بأثر غيث، فبينما هو يسير فيه ويتعجّب منه؛ إذ هبط على روضات دمثات، فقال: عجبت من الغيث الأول، فهذا أعجب منه وأعجب، فقيل له: إن مثل الغيث الأول مثل عظم القرآن، وإن مثل هذه الروضات الدمثات مثل آل حم في القرآن، وقال سعيد بن ابن إبراهيم: كل آل حم تسمى العرائس.
وروي عن النبي - ﷺ - أنه قال: "لكل شيء ثمرة، وإن ثمرة القرآن ذوات حم، هن روضات حسان مخصبات متجاورات، فمن أحبّ أن يرتع في رياض الجنة.. فليقرأ الحواميم".
وعنه أيضًا: "مثل الحواميم في القرآن، كمثل الحبرات في الثياب". ذكرهما الثعلبيّ، اهـ "قرطبي". وقال الجوهري وأبو عبيد: وآل حم سور في القرآن، فأما قول العامة: الحواميم فليس من كلام العرب، وقال أبو عبيد: الحواميم سور في القرآن على غير قياس، قال: والأولى أن تجمع بذوات حم.
فتلخص من مجموع هذه الأخبار (٢): أن هذه السور السبع تسمى الحواميم، وتسمى آل حم، وتسمى ذوات حم، فلها جموع ثلاثة، خلافًا لمن أنكر الأول منها. تأمل.
وقال محمد بن القاسم الأنباري (٣): العرب تقول: وقع في الحواميم وفي آل حميم، أنشد أبو عبيدة:

حَلفْتُ بِالسَّبْعِ اللَّوَاتِيْ طُوِّلَتْ وَبِمِئِيْنَ بَعْدَهَا قَدْ أُمِئِيَتْ
وَبِمَثَانٍ ثُنيَتْ فَكُرِّرَتْ وَبِاالطَّوَاسِيْنِ اْللَّوَاتِيْ ثُلِّثَتْ
وَبِالْحَوَامِيْمِ اللَّوَاتِيْ سُبِّعَتْ وَبِاْلْمُفَصَّلِ اللَّوَاتِيْ فُصِّلَتْ
(١) الخازن.
(٢) الفتوحات.
(٣) زاد المسير.


الصفحة التالية
Icon