فأطتلع، أبدلت تاء الافتعال طاءً وأدغمت فيها الطاء. ﴿وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ﴾ أصله: أظننه بوزن أفعله، نقلت حركة النون الأولى إلى الظاء فسكنت فأدغمت في الثانية. ﴿سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ والرشد والرشاد: الاهتداء لمصالح الدنيا والدين. ﴿إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ﴾ والمتاع: اسم مصدر من تمتّع بمعنى المتعة، وهي التمتع والانتفاع، لا بمعنى السلعة؛ لأنّ وقوعه خبرًا عن الحياة الدنيا يمنع منه. اهـ من "الروح".
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: عطف الخاص على العام في قوله: ﴿بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾؛ تفخيمًا لشأن الخاص.
ومنها: تخصيص فرعون وهامان بالذكر؛ لأنّ الإرسال إليهما إرسال إلى القوم كلهم.
ومنها: المبالغة في قوله: ﴿كَذَّابٌ﴾، وفي قوله: ﴿سَاحِرٌ كَذَّابٌ﴾.
ومنها: المقابلة بين القتل والاستحياء في قوله: ﴿اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ﴾.
ومنها: إطلاق الجمع على الواحد في قوله: ﴿قَالُوا اقْتُلُوا﴾ لأنّ القائل هو فرعون وحده؛ لأنه بمنزلة الكل، كما في قوله: ﴿سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ﴾.
ومنها: الإظهار في مقام الإضمار في قوله: ﴿وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا في ضَلَالٍ﴾ إشعارًا بعلة الحكم، وذمًّا لهم بالكفر، وحق العبارة أن يقال: وما كيدهم.
ومنها: الاعتراض بهذه الجملة في تضاعيف ما حكي عنهم من الأباطيل للمسارعة إلى بيان بطلان ما أظهروه، وإضمحلاله بالمرة، اهـ "أبو السعود".
ومنها: الإتيان بلام الأمر في قوله: ﴿وَلْيَدْعُ رَبَّهُ﴾ للتعجيز؛ لأنه أمر تعجيز بزعمه أنّ موسى لا يمنعه ربّه منه.
ومنها: الاستفهام الإنكاري في قوله: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا﴾.


الصفحة التالية
Icon