ونحوه. قاله الراغب. ﴿وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾: جمع شاهد، مثل صاحب وأصحاب. قال النحاس: ليس لباب فاعل أن يجمع على أفعال ولا يقاس عليه، ولكن ما جاء فيه مسموعًا أدي على ما سمع فهو على هذا جمع شهيد مثل شريف وأشراف. ﴿مَعْذِرَتُهُمْ﴾ والمعذرة: بمعنى العذر. ﴿بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ﴾ أصله: أتيهم قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح.
﴿فَاسْتَعِذْ بِاللهِ﴾ أصله: استعوذ، بوزن استفعل، نقلت حركة الواو إلى العين فسكنت، فالتقت ساكنةً، مع الذال آخر الفعل المسكن لبناء الأمر، فحذفت الواو لالتقاء الساكنين. ﴿الْمُسِيءُ﴾ أصله: المسوىء، بوزن الفعل، نقلت حركة الواو إلى السين فسكنت إثر كسرة فقلبت ياءً حرف مد. ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ فيه إعلال بالنقل والتسكين والحذف، أصله: أستجوب: فعل مضارع مرفوع بالضمة، ثم وقع جوابًا للأمر فجزم بالسكون، ثم نقلت حركة الواو إلى الجيم فسكنت فالتقى ساكنان فحذفت الواو، فوزنه استفل. ﴿دَاخِرِينَ﴾: اسم فاعل من دخر كمنع وفرح إذا صغر وذل. وفي "المصباح": دخر الشخص يدخر بفتحتين دخورًا: ذل وهان؛ وأدخرته بالألف لتعدية.
﴿وَالسَّمَاءَ بِنَاءً﴾ السماء، أصله: السماو من السمو، والهمزة: مبدلة من واو لتطرفها إثر ألف زائدة، وكذلك قوله: ﴿بِنَاءً﴾: أصله: بناو؛ لأنك تقول: بنيت البنيان، أبدلت الياء همزةً لتطرفها إثر ألف زائدة. ﴿كَذَلِكَ يُؤْفَكُ﴾ قال الراغب: الأفك كل مصروف عن وجهه الذي يحق أن يكون عليه، ومنه قيل للرياح العادلة عن المهاب: المؤتفكات.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: تكرير نداء قومه في قوله: ﴿يَا قَوْمِ﴾؛ مبالغة في التنبيه والتحدي وقرع العصا وإمحاض النصيحة لهم، والإيقاظ من سنة الغفلة.
ومنها: الإتيان بالواو في النداء الثالث دون الثاني، لأن النداء الثاني بمثابة بيان للأول، وتفسير له، فأعطي حكمه في عدم دخول الواو عليه، وأما الثالث:


الصفحة التالية
Icon