قال الراغب: النطفة: الماء الصافي، ويعبّر بها عن ماء الرجل؛ أي: ماء الصلب يوضع في الرحم كما مرّ. ﴿ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ﴾ وهو الدم الجامد. ﴿ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا﴾ والطفل: الولد ما دام ناعمًا، كما في "المفردات" والصغير من كل شيء أو المولود. كما في "القاموس" وحد الطفل: من أول ما يولد يستهل صارخًا إلى انقضاء ستة أعوام كما مرّ. ﴿ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ﴾ قال في "القاموس": الأشد: مفرد جاء علي بناء الجمع من الشدة بمعنى القوّة، وهو ما بين ثماني عشرة سنة إلى ثلاثين. ﴿شُيُوخًا﴾: جمع شيخ، وهو: من طعن في سنّ الكبر واستبانت فيه الشيخوخة، أو من خمسين أو إحدى وخمسين إلى آخر عمره، أو إلى ثمانين كما في "القاموس".
﴿أَجَلًا مُسَمًّى﴾؛ أي: وقتًا محدّدًا معيّنًا لموتكم. ﴿هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ﴾ أصل يميت يموت بوزن بفعل، نقلت حركة الواو إلى الميم فسكنت إثر كسرة فقلبت ياءً حرف مدّ. ﴿فَإِذَا قَضَى أَمْرًا﴾ من القضاء بمعنى التقدير، عبّر به عن لازمه الذي هو إرادة التكوين، كأنه قيل: إذا قدّر شيئًا من الأشياء وأراد كونه. ﴿إِذِ الْأَغْلَالُ﴾: جمع غلّ بضم الغين المعجمة، وهو: ما يقيد به فيجعل الأعضاء وسطه، وغل فلان: قيد به؛ أي: وضع في عنقه أو يده الغلّ. ﴿فِي أَعْنَاقِهِمْ﴾ جمع عنق وهي الرقبة. ﴿وَالسَّلَاسِلُ﴾ جمع سلسلة بالكسر، وهي الدائرة من حديد أو نحوه تتصل أجزاؤُها أو حلقاتها بعضها ببعض، ومنه سلاسل البرق؛ أي: ما استطال منه في عرض السحاب وسلاسل الكتاب سطوره. قال الراغب: وتسلسل الشيء: اضطرب كأنه تصوّر منه تسلسل متردد، فتردّد لفظه تنبيه على تردد معناه، وماء مسلسل؛ أي: متردد في مقرّه، وأما السلسلة بالفتح فهو إيصال الشيء بالشيء، ولما كان في السلسلة بالكسر إيصال بعض الخلق بالبعض؛ سميت بها. ﴿يُسْحَبُونَ﴾ من السحب، وهو: الجرّ بعنف، ومنه السحاب؛ لأنّ الريح تجرُّه، أو لأنه يجرّ الماء، وسحبه كمنعه، جرّه على وجه الأرض. ﴿فِي الْحَمِيمِ﴾ والحميم: الماء الذي تناهى حرّه. قال في "القاموس": الحميم: الماء الحار، والماء البارد ضد، والقيظ والعرق؛ أي: على التشبيه. كما في "المفردات". ﴿ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ﴾ من سجر التنور: إذا ملأه بالوقود. ﴿ضَلُّوا عَنَّا﴾ من قول العرب، ضل المسجد والدار؛ أي: لم يعرف موضعهما.


الصفحة التالية
Icon