واستئصال أعداء رسول الله - ﷺ - ما حل بعاد وثمود من استئصالهم. انتهى.
ومن فضائلها: ما روى عن النبي - ﷺ -: "من قرأ سورة السجدة أعطاه الله تعالى بكل حرف منها عشر حسنات" ذكره البيضاوي. ولكن لا أصل له.
ومما يدل على فضلها: ما أخرجه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو يعلى والحاكم، وصححه ابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في "الدلائل" وابن عساكر عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: اجتمعت قريش يومًا فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فليأت هذا الرجل الذي فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وعاب ديننا فليكلمه، ولينظر بم يرد عليه، فقالوا: ما نعلم أحدًا غير عتبة بن ربيعة، فقالوا: ائته يا أبا الوليد، فأتاه فقال: يا محمد، أنت خير أم عبد الله، أنت خير أم عبد المطلب، فسكت رسول الله - ﷺ - قال عتبة: فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك.. فقد عبدوا الآلهة التي عبت، وإن كنت تزعم أنك خير منهم.. فتكلم حتى نسمع قولك، أما والله ما رأينا سخلة قط أشأم على قومك منك، فرقت جماعتنا، وشتت أمرنا، وعبت ديننا، وفضحتنا في العرب، حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحرًا، وأن في قريش كاهنًا، والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف، يا رجل، إن كان إنما بك الحاجة.. جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلًا، وإن كان إنما بك الباءة.. فاختر أي نساء قريش شئت فلنزوجك عشرًا، فقال رسول الله - ﷺ -: فرغت قال: نعم، فقال رسول الله - ﷺ -: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿حم (١) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٢) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ﴾ حتى بلغ ﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (١٣)﴾ فقال عتبة: حسبك حسبك، ما عندك غير هذا، قال: "لا" فرجع إلى قريش، فقالوا: ما وراءك، قال ما تركت شيئًا أرى أنكم تكلمونه به إلا كلمته، قالوا: فهل أجابك قال: والذي نصبها بنيةً - يريد الكعبة - ما فهمت شيئًا مما قال، غير أنه أنذركم صاعقةً مثل صاعقة عاد وثمود، قالوا: ويلك يكلمك الرجل بالعربية وما تدري ما قال، لا والله ما فهمت شيئًا مما قال غير ذكر الصاعقة.
ومنه ما أخرجه أبو نعيم والبيهقي في "الدلائل" عن ابن عمر قال: لما قرأ النبي - ﷺ - علي بن ربيعة: ﴿حم (١)﴾ أتى أصحابه فقال: يا قوم، أطيعوني في هذا اليوم، واعصوني بعده، فوالله لقد سمعت من هذا الرجل كلامًا ما سمعت أذني


الصفحة التالية
Icon