﴿صَرْصَرًا﴾ والصرصر: الريح الشديدة، وقيل: هي الباردة من الصرّ وهو البرد، وقيل: هي الشديدة السموم، وقيل: هي المصوّتة، من صرّ الباب؛ أي: سمع صريره، والصرة: الصيحة، ومنه: ﴿فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ﴾ وهي الصيحة، قال الراغب: صرصر لفظه من الصرّ، وذلك يرجع إلى الشدة لما في البرودة من التعقد اهـ. ﴿نَحِسَاتٍ﴾ بكسر الحاء جمع نحسة بكسرها، فهو وصفٌ على فعل، وفعله فعل بكسر العين أيضًا، يقال: نحِسَ فهو نَحِسٌ، كفَرِحَ فهو فَرِحٌ، وأشِرَ فهو أَشِرٌ. ﴿عَذَابَ الْخِزْيِ﴾ من إضافة الموصوف إلى صفته؛ أي: العذاب الخزي ولهذا قال: ﴿وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى﴾ فلو لم يكن من إضافة الموصوف إلى صفته لم يأت بلفظ ﴿أَخْزَى﴾ الذي يقتضي المشاركة. و ﴿أَخْزَى﴾ أصله: أخزي بوزن أفعل، قلبت ياؤه ألفًا؛ لتحركها بعد فتح.
﴿فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى﴾ حقيقة الاستحباب: أن يتحرّى الإنسان في الشيء أن يحبّه، واقتضى تعديته بـ ﴿عَلَى﴾ تضمُّنه معنى الإيثار والاختيار، كما في "المفردات"؛ أي: اختاروا الضلالة على الهدى، وأصله: استحببوا بوزن استفعلوا، نقلت حركة الباء الأولى إلى الحاء فسكنت، فأدغمت في الباء الثانية. ﴿الْعَمَى﴾ أصله: العمي، بوزن فعل، فقلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح.
﴿صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ﴾ الهون: مصدر بمعنى الهوان والذلة، يقال: هان هونًا وهوانًا: إذا ذلّ. ﴿أَعْدَاءُ اللَّهِ﴾ جمع عدوٍ، وأصله: أعداو، أبدلت الواو همزة لتطرفها بعد ألف أفعال الزائدة ﴿فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾ من وزع الثلاثي لا من أوزع الرباعي، كما وهمه بعضهم، يقال: وزعته عن كذا كوضع كففته، وفي معاجم اللغة: وزع يزع من باب فتح، ووزع يزع من باب ضرب، وزع فلان بفلان: كفّه ومنعه، وزع الجيش حبس أولهم على آخرهم، فمعنى ﴿يُوزَعُونَ﴾: يستوقف سوابقهم حتى يلحق بهم تواليهم. ﴿وَجُلُودُهُمْ﴾ جمع جلد، والجلد: قشر البدن. ﴿وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ﴾ أرداكم فيه إعلال بالقلب، أصله: أرديكم بوزن أفعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح. ﴿مِنَ الْمُعْتَبِينَ﴾ وفي "القاموس": العتبى: الرضا، واستعتبه أعطاه العتبى، كأعتبه وطلب إليه العتبى، وفي "المفردات": أعتبته: أزلت عنه عتبة، نحو: أشكيته، ومنه ﴿فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ﴾ والاستعتاب: أن يطلب من الإنسان أن يذكر عتبه فيعتب، والعتب: الشدة والأمر الكريه، والغلظة التي يجدها