والإبقاء في غاية دركات النار.
ومنها: الجناس المغاير في قوله: ﴿وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ﴾.
ومنها: الإتيان بصيغة المضارع في قوله: ﴿وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ مع أنّ هذه المحاورة بعد البعث والرجوع إلى الله، لما أنّ المراد بالرجوع ليس مجرد الردّ إلى الحياة بالبعث، بل ما يعمه ويعمّ ما يترتّب عليه من العذاب الخالد المترقّب عند المخاطبة، فغاب المتوقع على الواقع. اهـ "أبو السعود".
ومنها: عطف العامّ على الخاص في قوله: ﴿شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ﴾ إذ المراد بالجلود: الجوارح. مطلقًا، فعطفها على ما قبلها من عطف العام على الخاصّ.
ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع.
فائدة: قال الشيخ النيسابوري: خلق الله السماء قبل خلق الأرض؛ ليعلم أنّ فعله خلاف أفعال الخلق؛ لأنه خلق أولًا السقف ثم الأساس، ورفعها على غير عمد؛ دلالةً على قدرته وكمال صنعه، وروي أنه تعالى خلق جرم الأرض يوم الأحد ويوم الاثنين، ودحاها وخلق ما فيها يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، وخلق السموات وما فيهن يوم الخميس ويوم الجمعة، وخلق آدم في آخر ساعةٍ منه، وهي الساعة التي تقوم فيها القيامة، وسمي الجمعة لاجتماع المخلوقات لها وتكاملها، ولمَّا لم يخلق الله في يوم السبت شيئًا.. امتنع بنو إسرائيل من الشغل فيه، كما في "فتح الرحمن".
والظاهر: أنه ينبغي أن يكون المراد به أنه تعالى خلق العالم في مُدّة لو حصل فيها فلك وشمس وقمر.. لكانَ مبدأ تلك المدة أول يوم الأحد، وآخرها يوم الجمعة، كما في "حواشي ابن الشيخ". وفي كلام بعضهم أولى الأسبوع الأحد لغةً، وأوله السبت عرفًا؛ أي: في عرف الفقهاء.
واستشكل: هل تسمية الأيام بهذه الأسماء، هي من الله تعالى أو من النبي - ﷺ - أو من العرب؟ وروي: "أن الله تعالى خلق يومًا فسمّاه الأحد، ثم خلق ثانيًا فسماه الاثنين، ثم خلق ثالثًا فسماه الثلاثاء، بضم الثاء المثلثة وفتحها، ثم خلق رابعًا فسماه الأربعاء، بتثليث الباء الموحّدة، ثم خلق خامسًا فسماه الخميس"، وعلى هذا


الصفحة التالية
Icon