أساء.. فعليها، ولا يظلم ربك أحدًا.
أسباب النزول
قوله تعالى: ﴿فَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ...﴾ الآية، سبب نزول هذه الآية (١): ما أخرجه ابن المنذر عن بشير بن تميم: أنها نزلت في أبي جهل وعمَّار بن ياسر.
قوله تعالى: ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ...﴾ الآية، سبب نزول هذه الآية: ما أخرجه ابن جرير عن سعيد بن جبير قال: قالت قريش: لو أنزل هذا القرآن أعجميًا وعربيًا، فأنزل الله تعالى: ﴿لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ﴾ الآية، وأنزل الله بعد هذه الآية فيه بكل لسان، قال ابن جرير: والقراءة على هذا أعجميّ بلا استفهام.
التفسير وأوجه القراءة
٢٥ - ﴿وَقَيَّضْنَا﴾؛ أي: قدّرنا وهيّأنا وسبّبنا وقرنّا ﴿لَهُمْ﴾؛ أي: لكفار مكة وسلّطنا عليهم في الدنيا ﴿قُرَنَاءَ﴾ جمع قرين؛ أي: أخدانًا وأصحابًا من شياطين الإنس والجن، وأصدقاء يستولون عليهم استيلاء القيض على البيض، وهو القشر الأعلى، وهو حجة على القدرية، فإن هذا يدل على التخلية بينهم وبين التوفيق، لأجله صاروا قرناءهم، وهم لا يقولون بموجب الآية ﴿فَزَيَّنُوا﴾؛ أي زيّن القرناء وحسّن ﴿لَهُمْ﴾؛ أي: لكفار مكة، أو لجميع الكفرة ﴿مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ من أمور الدنيا وشهواتها، وحملوهم على الوقوع في معاصي الله بانهماكهم فيها ﴿وَ﴾ زيّنوا لهم ﴿مَا خَلْفَهُمْ﴾ من أمور الآخرة، فقالوا: لا بعث ولا حساب، ولا جنة ولا نار، ولا مكروه عوض، وقال الزجاج: ما بين أيديهم ما عملوه، وما خلفهم ما عزموا على أن يعملوه، وروي عن الزجاج أيضًا أنه قال: ما بين أيديهم من أمر الآخرة أنه لا بعث ولا جنة ولا نار، وما خلفهم من أمر الدنيا، وعلى القول الأول جعل أمر الدنيا بين أيديهم، كما يقال: قدَّمت المائدة بين أيديهم، والآخرة لما

(١) لباب النقول.


الصفحة التالية
Icon