تقبض، والاشمئزاز؛ هو أن يمتلىء القلب غيظًا وغمًا، ينقبض منه أديم الوجه، وهو غاية ما يمكن من الانقباض، ففيه مبالغة في بيان حالهم القبيحة، كما مر.
﴿إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾؛ أي: يفرحون ويظهر في وجوههم البشر، وهو أثر السرور لفرط افتتانهم بها، ونسيانهم الحق، والاستبشار: هو أن يمتلىء القلب سرورًا حتى تنبسط له بشرة الوجه، ويتهلل، ففيه مبالغة أيضًا في بيان حالهم القبيحة.
﴿لَافْتَدَوْا﴾ أصله: لافتديوا، قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين، يقال افتدى: إذا بذل المال عن نفسه، فإن الفداء: حفظ الإنسان من النائبة بما يبذله عنه؛ أي: لجعلوا كل ذلك فديةً لأنفسهم من العذاب الشديد، لكن لا مال يوم القيامة، كما مر.
﴿وَبَدَا لَهُمْ﴾ فيه إعلال بالقلب، أصله: بدو، بوزن فعل، قلبت واوه ألفًا لتحركها بعد فتح.
﴿فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ﴾ فيه من مباحث الصرف الادغام، أصله: مسس، أدغمت السين في السين. ﴿دَعَانَا﴾ أصله: دعونا، قلبت الواو ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها.
﴿إِنَّمَا أُوتِيتُهُ﴾ أصله: أؤتي، أبدلت الهمزة الثانية واوًا حرف مد مجانسًا لحركة الأولى، وسكنت الياء، فصارت حرف مد لتطرفها إثر كسرة.
﴿بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ﴾؛ أي: محنة وابتلاء له، أيشكر أم يكفر، تقول فتنت الذهب: إذا أدخلته النار لتنظر ما جودته وتختبره.
﴿فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ﴾ أصله: أغني بوزن أفعل؛ لأنه رباعي، فقلبت الياء ألفًا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها.
﴿فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا﴾ أصله: فأصوبهم، بوزن أفعل، نقلت حركة الواو إلى الصاد، ثم قلبت ألفًا؛ لتحركها في الأصل وانفتاح ما قبلها الآن.
﴿سَيُصِيبُهُمْ﴾ فيه إعلال بالنقل والتسكين والقلب، أصله: سيصوبهم، نقلت حركة الواو إلى الصاد، فسكنت إثر كسرة، ثم قلبت ياءً حرف مد، وقوله:


الصفحة التالية
Icon