فبينا هو كذلك، إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة فرحه: اللهم أنت عبدي، وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح".
ومنها: ما رُوي عن صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: "إن الله جعل بالمغرب بابًا، عرضه تفسيرة سبعين عامًا، للتوبة لا يغلق ما لم تطلع الشمس من قبله، وذلك قوله تعالى ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا﴾ الآية، أخرجه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح.
ومنها: ما رُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي - ﷺ - قال: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ، يقبل توبة العبد ما لم يغرغر"، أخرجه الترمذي، وقال حديث حسن غريب.
ومنها: ما رُوي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله - ﷺ - قال: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار. ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها". أخرجه مسلم.
وروى جابر رضي الله عنه أن أعرابيًا دخل مسجد رسول الله - ﷺ - وقال: اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك وكبر، فلما فرغ من صلاته، قال له علي رضي الله عنه: إن سرعة اللسان بالاستغفار، توبة الكذابين، وتوبتك تحتاج إلى التوبة، فقال يا أمير المؤمنين: ما التوبة، قال: التوبة اسم يقع على ستة معان، على الماضي من الذنوب الندامة، ولتضييع الفرائض الإعادة ورد المظالم. وإذاقة النفس مرارة الطاعة، كما أذقتها حلاوة المعصية، وإذابتها في الطاعة، كما ربيتها في المعصية. والبكاء بدل كل ضحك ضحكته.
﴿وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ﴾ في المستقبل؛ أي: يعفو عن صغائرها في المستقبل، بمحض فضله، وإن لم يتوبوا؛ لأن الحسنات يذهبن السيئات. وقيل: يعفو عن السيئات صغائرها وكبائرها، غير الشرك لمن يشاء بمحض فضله ورحمته. وفي "التأويلات النجمية": ويعفو عن كثير من الذنوب، التي لا يطلع العبد عليها، فيتوب عنها، وأيضًا يعفو عن كثير من الذنوب، قبل التوبة، ليصير العبد به قابلًا للتوبة، وإلا لما تاب ﴿وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ كائنًا ما كان من خير أو شر، فيجازي


الصفحة التالية
Icon