تعالى: ﴿وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ﴾.
ومنها: الجناس المغاير في قوله: ﴿وَيُحِقُّ الْحَقَّ﴾.
ومنها: الاحتباك في قوله: ﴿تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ﴾، وقوله: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ﴾ حيث أثبت الإشفاق في الظالمين، أولًا: دليلًا على حذف الأمن، ثانيًا: في الذين آمنوا، وأثبت الجنات ثانيًا في الذين آمنوا، دليلًا على حذف النيران أولًا في الظالمين.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية، في قوله: ﴿وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً﴾؛ لأن الاقتراف حقيقة في قشر اللحاء عن الشجرة، والجليدة عن الجذع، فاستعير للاكتساب مطلقًا، حسنًا كان أو سوءًا.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في شكور، من قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ حيث شبهت الإثابة والتفضل بالشكر، الذي هو فعل ينبيء عن تعظيم المنعم لكونه منعمًا، لامتناع أن ينعم عليه تعالى أحد حتى يقابل بالشكر؛ أي: شبهت الإثابة بالشكر، من حيث إن كل واحد منهما يتضمن الاعتداد بفعل الغير، وإكرامًا لأجله، فاستعير اسم المشبه به الذي هو الشكر، للمشبه الذي هو الإثابة، ثم اشتق من الشكر، بمعنى الإثابة شكور، بمعنى: مثيب على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.
ومنها: الإتيان بصيغة المضارع في قوله: ﴿وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ﴾ دلالة على الاستمرار.
ومنها: صحة التفسير، في قوله: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا﴾ وهو أن يأتي المتكلم في أول كلامه بمعنى، لا يستقل اللهم بمعرفة فحواه، لكونه مجملًا يحتاج إلى بيان المراد منه، وقد يكون بيانه بعد الجار والمجرور، كما في هذه الآية، وقد جاءت صحة التفسير فيها مؤذنة بمجيء الرجاء بعد اليأس، والفرج بعد الشدة، والمسرة بعد الحزن، ليكون ذلك أحلى موقعًا في القلوب.


الصفحة التالية
Icon