﴿أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٨) وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (١٩)﴾.
﴿أَنْ﴾ يجوز أن تكون مفسرة؛ لأن مجيء الرسل متضمن معنى القول، ويجوز أن تكون مصدرية، وهي مع مدخولها في تأويل مصدر منصوب بنزع الخافض؛ أي: بأدائكم إلى، الجار والمجرور متعلق بـ ﴿جاءهم﴾، ويجوز أن تكون مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، وجملة ﴿أَدُّوا إِلَيَّ﴾: خبرها. ﴿عِبَادَ اللَّهِ﴾: منادى مضاف، حذف منه حرف النداء، فيكون المراد بعباد الله: القبط. واختار الزمخشري أن يكون ﴿عِبَادَ اللَّهِ﴾ مفعولًا به، وهم بنو إسرائيل، يقول أدوهم إلى، وأرسلوهم معي، ويؤيد هذا المعنى ما جاء في سورة الشعراء: ﴿فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (١٧)﴾. ﴿إِنِّي﴾: ناصب واسمه، ﴿لَكُم﴾: حال من رسول؛ لأنه صفة نكرة قدمت عليها، ﴿رَسُولٌ﴾: خبر ﴿إِنَّ﴾. ﴿أَمِينٌ﴾: صفة ﴿رَسُولٌ﴾، وجملة ﴿إِنَّ﴾ مستأنفة مسوقة لتعليل الأمر بالأداء. ﴿وَأَن﴾: ﴿الواو﴾: عاطفة. ﴿أن﴾: معطوفة مع مدخولها على ﴿أن﴾ الأولى، ويجوز فيها من الأوجه ما جاز في الأولى. ﴿لا﴾ ناهية. ﴿تَعْلُوا﴾ فعل مضارع مجزوم بـ ﴿لا﴾ الناهية، وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعل، ﴿عَلَى اللَّهِ﴾ متعلق بـ ﴿تَعْلُوا﴾؛ أي: وبعدم علوكم على الله. ﴿إِنِّي﴾ ناصب واسمه، ﴿آتِيكُمْ﴾ فعل مضارع، وفاعل مستتر، ومفعول به، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر ﴿إِنَّ﴾، ﴿بِسُلْطَانٍ﴾ متعلق بـ ﴿آتِيكُمْ﴾، ﴿مُبِينٍ﴾: صفة لـ ﴿سلطان﴾، وجملة ﴿إن﴾ مستأنفة، مسوقة لتعليل النهي قبلها.
﴿وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (٢٠) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (٢١) فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (٢٢)﴾.
﴿وَإِنِّي﴾ ﴿الواو﴾: عاطفة ﴿إِنِّي﴾: ناصب واسمه، وجملة ﴿عُذْتُ﴾: خبره، وجملة ﴿إنّ﴾ معطوفة على جملة ﴿إنّ﴾ قبلها، ﴿بِرَبِّي﴾: متعلق بـ ﴿عُذْتُ﴾، ﴿وَرَبِّكُمْ﴾: معطوف على ﴿ربي﴾، ﴿أنّ﴾: حرف نصب ومصدر ﴿تَرْجُمُونِ﴾: فعل مضارع، منصوب بـ ﴿أَن﴾ المصدرية، وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعل،