وقولنا: تبع الحميري منسوب إلى حمير، وهم أهل اليمن، وقد كانت حمير وهم أولاد سبأ، كلما ملك فيهم رجل سموه تبعًا، كما يقال: كسرى لمن ملك الفرس، وقيصر لمن ملك الروم، وفرعون لمن ملك مصر كافرًا، والنجاشي لمن ملك الحبشة، وغير ذلك من الألقاب السلطانية، وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - ﷺ - قال: لا تسبوا تبعًا، فإنه قد أسلم، وكان يكتب إذا كتب بسم الله الذي ملك برًا وبحرًا، والمراد به هنا: تبع الأكبر، اسمه أسعد بن ملكيكون، وقيل: ابن حسان (١) الحميري، وكنيته أبو كرب الذي كسا البيت بعدما أراد غزوه، وبعدما غزا المدينة، وأراد خرابها ثم انصرف عنها، لما أخبر أنها مهاجر نبي اسمه أحمد، وقال شعرًا أودعه عند أهلها، وكانوا يتوارثونه كابرًا عن كابر، إلى أن هاجر النبي - ﷺ -، فدفعوه إليه، ويقال: كان الكتاب والشعر عند أبي أيوب الأنصاري خالد بن زيد، وفيه:
شَهِدْتُ عَلَى أَحْمَدٍ أَنَّهُ | رَسُوْلٌ مِنَ اللَّهِ بَارِيْ النَّسَمْ |
فَلَوْ مُدَّ عُمْرِيْ إِلَى عُمْرِهِ | لَكُنْتُ وَزِيْرًا لَهُ وَابْنَ عَمْ |
وفي "أوائل السيوطي": أول من كسا الكعبة أسعد الحميري، وهو تبع