ما يعقد فيها الدراهم. وقال بعضهم: الإصرار على الشيء ملازمته. ﴿مِنْ وَرَائِهِمْ﴾؛ أي: من بعد اجالهم، والوراء اسم للجهة التي يواريها الشخص من خلف أو قدام؛ أي: يسترها. وقال بعضهم: وراء في الأصل مصدر وارى، جعل ظرفًا ويضاف إلى الفاعل، فيراد به: ما يتوارى به، وهو خلفه وإلى المفعول فيراد به: ما يواريه، وهو قدامه، ولذلك عدَّ من الأضداد. وفي "القاموس": الوراء معرفةً يكون خلف وقدام ضدُّ أَوْ لا؛ لأنه بمعنى، وهو ما توارى عنك، والوراء أيضًا ولد الولد، ووري المخ كولي اكتنز، انتهى.
﴿وَلَا يُغْنِي﴾؛ أي: يدفع، يقال: أغنى عنه إذا كفاه. ﴿أَوْلِيَاءَ﴾ أصنامًا ﴿رِجْزٍ﴾ والرجز أشد العذاب. ﴿سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ﴾؛ أي: ذلَله وهيأه، بأن جعله أملس السطح، مستويه، يعلو عليه ما شأنه الغوص كالأخشاب، فإنه لو جعله خشن السطح، بأن كان ذا ارتفاع وانخفاض لم يتيسر جرى الفلك عليه، كما مر. ﴿لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ﴾ والمراد بأيام الله: الوقائع المشهورة التي انتصر الحق فيها على الباطل، وأديل الباطل بالجهاد، وهذا جري على أساليب العرب، إذ يقولون أيام العرب لوقائعهم المشهورة، كيوم بعاث على حد قول السموءل اليهودي.
وَأَيَّامُنَا مَشْهُوْرَةٌ فِيْ عَدُوِّنَا | لَهَا غُرَرٌ مَعْلُوْمَةٌ وَحُجُوْلُ |
﴿لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا﴾ أصله: يغنيون حذفت نون الرفع لدخول أداة النصب عليه، وهو ﴿لَنْ﴾، ثم استثقلت الضمة على الياء فحذفت، فالتقى ساكنان فحذفت الياء وضمت النون، لمناسبة الواو. ﴿وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ﴾ أصله: وليي بوزن