بعدها على تعليل محذوف، تقديره: وخلق الله السموات والأرض بالحق، ليدل على قدرته، ولتجزى كل نفس، واللام: حرف جر وتعليل، ﴿تجزى﴾: فعل مضارع مغير الصيغة، منصوب بأن مضمرة جوازًا بعد لام كي. ﴿كُلُّ نَفْسٍ﴾ نائب فاعل. ﴿بِما﴾: جار ومجرور متعلق بـ ﴿تجزى﴾، والجملة الفعلية مع أن المضمرة في تأويل مصدر مجرور باللام، والتقدير: ولجزاء كل نفس بما كسبت، الجار والمجرور: معطوف على الجار والمجرور في قوله: ليدل، على كونه متعلقًا بـ ﴿خلق﴾ وجملة ﴿كَسَبَتْ﴾ صلة لما المصدرية أو الموصولة، والعائد محذوف تقديره: بما كسبته. ﴿وَهُمْ﴾ ﴿الواو﴾ حالية، ﴿هم﴾ مبتدأ، وجملة ﴿لَا يُظْلَمُونَ﴾ خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل النصب حال من نائب فاعل ﴿تُجْزَى﴾؛ لأنه بمعنى؛ ليجزى كل الخلائق بما كسبوا وهم لا يظلمون.
﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٢٣)﴾.
﴿أَفَرَأَيْتَ﴾: الهمزة للاستفهام التعجيبي داخلة على محذوف، والفاء: عاطفة على ذلك المحذوف والتقدير: أنظرت يا محمد إلى حال أسير الهوى، فرأيت من اتخذ إلهه هواه، كما مر في مبحث التفسير، والجملة المحذوفة جملة إنشائية، لا محل لها من الإعراب. ﴿رأيت﴾: فعل وفاعل، و ﴿مَنِ﴾ مفعول ﴿رأيت﴾ الأول، والثاني محذوف، تقديره: مهتديًا، ﴿اتَّخَذَ﴾ فعل ماض، وفاعل مستتر صلة ﴿مَنِ﴾ الموصولة، ﴿إِلَهَهُ﴾: مفعول أول لـ ﴿اتَّخَذَ﴾، ﴿هَوَاهُ﴾: مفعوله الثاني، أو بالعكس، ﴿وَأَضَلَّهُ اللَّهُ﴾ فعل ومفعول وفاعل، معطوف على ﴿اتَّخَذَ﴾، ﴿عَلَى عِلْمٍ﴾: حال من المفعول، وهو أولى من جعله حالًا من الفاعل، والمعنى: أصله الله وهو عالم بالحق؛ لأن المبالغة فيه أشد، والتشنيع به أكثر. ﴿وَخَتَمَ﴾ فعل، وفاعل مستتر يعود على الله، معطوف على أضل، ﴿عَلَى سَمْعِهِ﴾ متعلق بـ ﴿خَتَمَ﴾، ﴿وَقَلْبِهِ﴾ معطوف على ﴿سَمْعِهِ﴾، ﴿وَجَعَلَ﴾ فعل وفاعل مستتر معطوف على ﴿ختم﴾، ﴿عَلَى بَصَرِهِ﴾ في موضع المفعول الثاني لـ ﴿جعل﴾، ﴿غِشَاوَةً﴾ مفعول أول لـ ﴿جعل﴾، ﴿فَمَنْ﴾ الفاء: عاطفة. ﴿مَنْ﴾: اسم استفهام للاستفهام الإنكاري في محل الرفع مبتدأ، وجملة ﴿يَهْدِيهِ﴾ خبره، ﴿مِنْ بَعْدِ اللَّهِ﴾ جار


الصفحة التالية
Icon