التصريف ومفردات اللغة
﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ﴾ والاجتراح: الاكتساب، ومنه الجارحة للأعضاء التي يكتسب بها كالأيدي. قال في "المفردات": سمي الصائد من الكلاب والفهود، والطير جارحة، وجمعها جوارح إما لأنها تجرح، وإما لأنها تكسب، وسميت الأعضاء الكاسبة جوارح تشبيهًا بها بأحد هذين، انتهى. والمراد بالسيئات: سيئات الكفر، والإشراك بالله سبحانه وتعالى. ﴿أَنْ نَجْعَلَهُمْ﴾؛ أي: أن نصيرهم في الحكم. ﴿مَحْيَاهُمْ﴾ الأصل فيه: محييهم بوزن مفعل، قلبت الياء الأخيرة ألفًا لتحركها وفتح ما قبلها، وقوله: ﴿مماتهم﴾ أصله: مموتهم بوزن مفعل أيضًا، نقلت حركة الواو إلى الميم، ثم أبدلت الواو ألفًا لتحركها في الأصل، وفتح ما قبلها في الحال، وقوله: ﴿سَاءَ﴾ أصله: سوأ بوزن فعل قلبت الواو ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها. ﴿نَمُوتُ﴾ أصله: نموت بوزن نفعل، نقلت حركة ﴿الواو﴾ إلى الميم فسكنت إثر ضمة، فصارت حرف مد. ﴿وَنَحْيَا﴾ أصله: نحيي قلبت الياء الثانية ألفًا لتحركها بعد فتح ﴿وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ﴾ وهو في الأصل: مدة بقاء العالم من مبدأ وجوده إلى انقضائه، ثم يعبر به عن كل مدة طويلة، وهو خلاف الزمان، فإن الزمان يقع على المدة القليلة والكثيرة، قال في "القاموس": الدهر: الزمان الطويل والأبد الممدود، ودهرهم أمر كمنع إذا نزل بهم مكروه، فهم مدهور بهم ومدهورون، اهـ.
﴿يَظُنُّونَ﴾ أصله: يظننون بوزن يفعلون، نقلت حركة النون الأولى إلى الظاء فسكنت، فأدغمت في النون الثانية ﴿قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ﴾ الأصل فيه: يموتكم بوزن يفعل نقلت حركة الواو إلى الميم فسكنت إثر كسرة، فقلبت ياءً حرف مد.
﴿جَاثِيَةً﴾؛ أي: باركة على الركب مستوفزة، وهي هيئة المذنب الخائف من مكروه، يقال: جثا على ركبتيه يجثو، ويجثي جثوًا وجثيًا، على فعول فيهما إذا جلس على ركبتيه، أو قام على أطراف أصابعه، وفيه إعلال بالقلب أصله: جاثوة من الجثو قلبت الواو ياء لتطرفها إثر كسرة. ﴿تُدْعَى﴾ صله: تدعو قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح.